نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 108
بينه وبين يهودي خصومة ، فقال اليهودي : انطلق بنا إلى محمد ، وقال المنافق : بل نأتي كعب بن الأشرف وهو الذي سماه الله تعالى الطاغوت ، فأبى اليهودي إلا أن يخاصمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى المنافق ذلك أتى معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاختصما إليه ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهودي ، فلما خرجا من عنده لزمه المنافق وقال : ننطلق إلى عمر بن الخطاب ، فأقبلا إلى عمر ، فقال اليهودي : اختصمنا أنا وهذا إلى محمد فقضى لي عليه فلم يرض بقضائه ، وزعم أنه مخاصم إليك وتعلق بي فجئت إليك معه ، فقال عمر للمنافق ، أكذلك ؟ قال : نعم ، فقال لهما : رويدا حتى أخرج إليكما ، فدخل عمر وأخذ السيف فاشتمل عليه ، ثم خرج إليهما وضرب به المنافق حتى برد ، وقال : هكذا أقضى لمن لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله ، وهرب اليهودي ، ونزلت هذه الآية ، وقال جبريل عليه السلام : إن عمر فرق بين الحق والباطل ، فسمى الفاروق . وقال السدى : كان ناس من اليهود أسلموا ونافق بعضهم ، وكانت قريظة والنضير في الجاهلية إذا قتل رجل من بني قريظة رجلا من بني النضير قتل به وأخذ ديته مائة وسق من تمر ، وإذا قتل رجل من بني النضير رجلا من قريظة لم يقتل به وأعطى ديته ستين وسقا من تمر ، وكانت النضير حلفاء الأوس وكانوا أكبر وأشرف من قريظة وهم حلفاء الخزرج ، فقتل رجل من النضير رجلا من قريظة واختصموا في ذلك ، فقالت بنو النضير : إنا وأنتم اصطلحنا في الجاهلية على أن يقتل منكم ولا تقتلوا منا ، وعلى أن ديتكم ستون وسقا والوسق ستون صاعا وديتنا مائة وسق ، فنحن نعطيكم ذلك ، فقالت الخزرج : هذا شئ كنتم فعلتموه في الجاهلية لأنكم كثرتم وقللنا فقهرتمونا ، ونحن وأنتم اليوم إخوة وديننا ودينكم واحد ، وليس لكم علينا فضل ، فقال المنافقون : انطلقوا إلى أبي بردة الكاهن الأسلمي ، وقال المسلمون : لا بل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأبى المنافقون وانطلقوا إلى أبى بردة ليحكم بينهم ، فقال : أعظموا اللقمة : يعني الرشوة ، فقالوا : لك عشرة أوسق ، قال : لا ، بل مائة وسق ديتي ، فإني أخاف إن
108
نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 108