نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 61
واشتد ذلك عليهم ، فمكثوا بذلك حولا ، فأنزل الله تعالى الفرج والراحة بقوله - لا يكلف الله نفسا إلا وسعها - الآية ، فنسخت هذه الآية ما قبلها ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله قد تجاوز لامتي ما حدثوا به أنفسهم ما لم يعملوا أو يتكلموا به ) سورة آل عمران قال المفسرون : قدم وفد نجران ، وكانوا ستين راكبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، وفي الأربعة عشر ثلاثة نفر إليهم يؤول أمرهم ، فالعاقب أمير القوم وصاحب مشورتهم الذي لا يصدرون إلا عن رأيه واسمه عبد المسيح ، والسيد إمامهم وصاحب رحلهم واسمه الأيهم ، وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبرهم ، وإمامهم وصاحب مدراسهم ، وكان قد شرف فيهم ودرس كتبهم حتى حسن علمه في دينهم ، وكانت ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس لعلمه واجتهاده ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلوا مسجده حين صلى العصر ، عليهم ثياب الحبرات جبات وأردية في جمال رجال الحارث بن كعب ، يقول بعض من رآهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما رأينا وفدا مثلهم ، وقد حانت صلاتهم ، فقاموا فصلوا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوهم فصلوا إلى المشرق ، فكلم السيد والعاقب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسلما ، فقالا : قد أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما منعكما من الاسلام دعاؤكما لله ولدا ، وعبادتكما الصليب ، وأكلكما الخنزير ، قالا : إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبو ه ؟ وخاصموه جميعا في عيسى ، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم : ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت ، وأن عيسى أتى عليه الفناء ؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شئ يحفظه ويرزقه ؟ قالوا : بلى ، قال : فهل يملك
61
نام کتاب : أسباب نزول الآيات نویسنده : الواحدي النيسابوري جلد : 1 صفحه : 61