responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 111


الميزاب فتلا قوله تعالى : ( فلنولينك قبلة ترضاها ) قال : ( هذه القبلة ) . فمن الناس من يظن أنه عنى الميزاب ، وليس كذلك ، لأنه إنما أشار إلى الكعبة ولم يرد به تخصيص جهة الميزاب دون غيرها ، وكيف يكون ذلك مع قوله تعالى : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) [ البقرة : 125 ] قوله تعالى : ( فول وجهك شطر المسجد الحرام ) مع اتفاق المسلمين على أن سائر جهات الكعبة قبلة لموليها .
وقوله تعالى : ( ولكل وجهة هو موليها ) يدل على أن الذي كلف به من غاب عن حضرة الكعبة إنما هو التوجه إلى جهتها في غالب ظنه لا إصابة محاذاتها غير زائل عنها ، إذ لا سبيل له إلى ذلك وإذ غير جائز أن يكون جميع من غاب عن حضرتها محاذيا لها .
وقوله تعالى : ( فاستبقوا الخيرات ) يعني - والله أعلم - المبادرة والمسارعة إلى الطاعات . وهذا يحتج به في أن تعجيل الطاعات أفضل من تأخيرها ما لم تقم الدلالة على فضيلة التأخير ، نحو تعجيل الصلوات في أول أوقاتها وتعجيل الزكاة والحج وسائر الفروض بعد حضور وقتها ووجود سببها . ويحتج به بأن الأمر على الفور ، وأن جواز التأخير يحتاج إلى دلالة ، وذلك أن الأمر إذا كان غير مؤقت فلا محالة عند الجميع أن فعله على الفور من الخيرات فوجب بمضمون قوله تعالى : ( فاستبقوا الخيرات ) إيجاب تعجيله ، لأنه أمر يقتضي الوجوب .
قوله تعالى ( لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم ) ، من الناس من يحتج به في الاستثناء من غير جنسه . وقد اختلف أهل اللغة في معناه ، فقال بعضهم :
هو استثناء منقطع ومعناه : لكن الذين ظلموا منهم يتعلقون بالشبهة ويضعون موضع الحجة ، وهو كقوله تعالى : ( ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ) [ النساء : 157 ] معناه :
لكن اتباع الظن ، قال النابغة :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم * بهن فلول من قراع الكتائب معناه : لكن بسيوفهم فلول ، وليس بعيب .
وقيل فيه : ( إنه أراد بالحجة المحاجة والمجادلة ، فقال : لئلا يكون للناس عليكم حجاج إلا الذين ظلموا فإنهم يحاجونكم بالباطل ) . وقال أبو عبيدة : ( إلا ) ههنا بمعنى الواو ، وكأنه قال : لئلا يكون للناس عليكم حجة ولا الذين ظلموا . وأنكر ذلك الفراء وأكثر أهل اللغة ، قال الفراء : لا تجئ ( إلا ) بمعنى الواو إلا إذا تقدم استثناء كقول الشاعر :
ما بالمدينة دار غير واحدة * دار الخليفة إلا دار مروان

111

نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 111
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست