نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص جلد : 1 صفحه : 102
الاعتلال أن ابن الأخ يشارك الجد في الميراث لأنه يقول أن ابن ابن الأب ، والجد أب الأب ، ولو ترك أبا وابن ابن كان للأب السدس وما بقي لابن الابن . قوله تعالى : ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ) يدل على ثلاثة معان ، أحدها : أن الأبناء لا يثابون على طاعة الآباء ولا يعذبون على ذنوبهم . وفيه إبطال مذهب من يجيز تعذيب أولاد المشركين بذنوب الآباء ، ويبطل مذهب من يزعم من اليهود أن الله تعالى يغفر لهم ذنوبهم بصلاح آبائهم . وقد ذكر الله تعالى هذا المعنى في نظائر ذلك من الآيات نحو قوله تعالى : ( ولا تكسب كل نفس إلا عليها ) [ الأنعام : 164 ] ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) [ الأنعام : 164 ] : وقال : ( فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم ) [ النور : 54 ] وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لأبي رمثة ورآه مع ابنه ( أهو ابنك ) فقال : نعم ! قال : ( أما أنه لا يجني عليك ولا تجني عليه ) . وقال عليه السلام : ( يا بني هاشم ! لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم فأقول لا أغني عنكم من الله شيئا ) وقال عليه السلام : ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) . قوله تعالى : ( فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ) إخبار بكفاية الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أمر أعدائه ، فكفاه مع كثرة عددهم وحرصهم ، فوجد مخبره على ما أخبر به ، وهو نحو قوله تعالى : ( والله يعصمك من الناس ) [ المائدة : 67 ] فعصمه منهم وحرسه من غوائلهم وكيدهم ، وهو دلالة على صحة نبوته ، إذ غير جائز اتفاق وجود مخبره على ما أخبر به في جميع أحواله إلا وهو من عند الله تعالى عالم الغيب والشهادة ، إذ غير جائز وجود مخبر أخبار المتخرصين والكاذبين على حسب ما يخبرون ، بل أكثر أخبارهم كذب وزور يظهر بطلانه لسامعيه ، وإنما يتفق لهم ذلك في الشاذ النادر إن اتفق . قوله تعالى : ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) ، قال أبو بكر : لم يختلف المسلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بمكة إلى بيت المقدس وبعد الهجرة مدة من الزمان ، فقال ابن عباس والبراء بن عازب : ( كان التحويل إلى الكعبة بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم لسبعة عشر شهرا ) ، وقال قتادة : ( لستة عشر ) ، وروي عن أنس بن مالك أنه تسعة أشهر وعشرة أشهر ، ثم أمره الله تعالى بالتوجه إلى الكعبة . وقد نص الله في هذه الآيات على أن الصلاة كانت إلى غير الكعبة ثم حولها إليها بقوله تعالى : ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) الآية ، وقوله تعالى : ( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ) وقوله تعالى : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ) . فهذه الآيات كلها
102
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص جلد : 1 صفحه : 102