responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 7


للنقصان في حال واحد . وهذا مما لا يصح فيه إرادة المعنيين من نفي الأصل وإثبات النقص ، ولا يصح قيام الدلالة على إرادتهما .
قال أبو بكر : وإذا ثبت اقتضاؤه لمعنى الأمر انقسم ذلك إلى فرض ونفل فالفرض هو ذكر الله عند افتتاح الصلاة في قوله تعالى : ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) [ الأعلى : 14 - 15 ] فجعله مصليا عقيب الذكر ، فدل على أنه أراد ذكر التحريمة . وقال تعالى : ( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا ) [ المزمل : 8 ] . قيل إن المراد به ذكر الافتتاح . روي عن الزهري في قوله تعالى : ( وألزمهم كلمة التقوى ) [ الفتح : 26 ] قال :
هي بسم الله الرحمن الرحيم ، وكذلك هو في الذبيحة فرض ، وقد أكده بقوله : ( فاذكروا اسم الله عليها صواف ) [ الحج : 36 ] وقوله : ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ) [ الأنعام : 121 ] . وهو في الطهارة والأكل والشرب وابتداء الأمور نفل . فإن قال قائل هلا أوجبتم التسمية على الوضوء بمقتضى الظاهر لعدم الدلالة على خصوصه مع ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) قيل له : الضمير ليس بظاهر فيعتبر عمومه ، وإنما ثبت منه ما قامت الدلالة عليه ، وقوله : ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) على جهة نفي الفضيلة لدلائل قامت عليه .
باب القول في أنها من القرآن قال أبو بكر : لا خلاف بين المسلمين في أن ( بسم الله الرحمن الرحيم ) من القرآن في قوله تعالى : ( إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ) [ النمل : 30 ] وروي أن جبريل عليه السلام أول ما أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن قال له : اقرأ . قال : ما أنا بقارئ . قال له : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) . وروى أبو قطن عن المسعودي عن الحارث العكلي أن النبي عليه السلام كتب في أوائل الكتب : باسمك اللهم ، حتى نزل ( بسم الله مجريها ومرساها ) [ هود : 41 ] فكتب : بسم الله ، ثم نزل قوله تعالى : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ) [ الإسراء : 110 ] فكتب فوقه : الرحمن ، فنزلت قصة سليمان فكتبها حينئذ .
ومما سمعنا في سنن أبي داود ، قال : قال الشعبي ومالك وقتادة وثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم حتى نزلت سورة النمل ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد أن يكتب بينه وبين سهيل بن عمرو كتاب الهدنة بالحديبية قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم " فقال له سهيل : باسمك اللهم ، فإنا لا نعرف الرحمن ، إلى أن سمح بها بعد . فهذا يدل على أن بسم الله الرحمن الرحيم لم يكن من القرآن ، ثم أنزلها الله تعالى في سورة النمل .

7

نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : الجصاص    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست