فلذلك أخرنا عن قومك الآيات [1] . وروى السيوطي بأسناده عن ابن عباس قال : سأل أهل مكة النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعون . فأوحي إليه : ان شئت أن نتأنى بهم ، وان شئت أن نؤتيهم الذي سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم من الأمم ؟ قال : لا ، بل أستأني بهم . فأنزل الله : * ( وما منعنا أن نرسل ) * [2] . وذكر هذا في معنى الآية الشيخ الطبرسي [3] بلا أسناد إلى رواية . وبعدها قوله سبحانه : * ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا ) * [4] . روى الطبرسي عن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن وقتادة ومجاهد قالوا : إن المراد ب * ( الرؤيا التي أريناك ) * ما أراه في إسرائه إلى المسجد الأقصى برؤية العين لا رؤيا المنام ، ولكنه حيث رأى ذلك ليلا وأخبر بها حين أصبح سماها رؤيا . وروي عن الحسن وابن عباس أن الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم . وتقدير الآية : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة الملعونة في القرآن الا فتنة للناس ) . وأراد بالفتنة الامتحان وشدة التكليف ، ليعرض المصدق بذلك لجزيل
[1] تفسير القمي 2 : 21 . [2] الدر المنثور 4 : 190 ، سورة الإسراء . [3] مجمع البيان 7 : 653 . [4] الإسراء : 60 .