هذه الآية * ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) * دعا رسول الله قريشا وعم وخص فقال : يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا . يا معشر بني كعب بن لؤي . . . يا معشر بني قصي . . . يا معشر بني عبد مناف . . . يا بني عبد المطلب . . . - في كلها يقول : أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا - وفي آخر الخبر : يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك ضرا ولا نفعا ، الا أن لكم رحما وسأبلها ببلالها ! فهذه الرواية أبعد ما تكون من الآية حيث تقول : إنه ( صلى الله عليه وآله ) جعل يدعو قريشا قبيلة قبيلة ، فكأن أبا هريرة يعمم الإنذار قريشا عامة ، بينما الآية تصرح بالعشيرة الأقربين ، وهم إما بنو عبد المطلب أو بنو هاشم . وكأن أبا هريرة - أو من أجرى هذا الهراء على لسانه - كان ناظرا إلى هذا الإشكال بالخلاف بين عمل الرسول بالتعميم ومفاد الآية بالتخصيص ، فقال : " وعم وخص " وهو لا يرفع الإشكال . ثم كيف دعاهم فجمعهم فأنذرهم بهذا ؟ وكيف جمع معهم ابنته فاطمة وكم كان عمرها يومئذ ؟ وأين كان أبو هريرة يوم نزول الآية وقد أسلم قبل وفاة النبي ببضع سنين والخبر مقطوع عليه . فهو مردود . وأبعد من ذلك في الابتعاد بمفاد الآية عن الإمام علي ( عليه السلام ) وفضله وسبقه ما في " الدر المنثور " أيضا عن الطبراني وابن مردويه عن أبي امامة قال : لما نزلت * ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) * جمع رسول الله بني هاشم فأجلسهم على الباب ، وجمع نساءه وأهله فأجلسهم في البيت ، ثم اطلع عليهم فقال : يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار ، واسعوا في فكاك رقابكم وافتكوها بأنفسكم من الله فإني لا أملك لكم من الله شيئا . ثم