ولعله لهذا قدم الطبري في تأريخه حول الآية رواية ابن عباس ثم ابن ناجد السابقين ، وقد نقل الأول عن ابن إسحاق ، ثم عاد فنقل عنه - وجعله ثالثا وآخر ما نقل حول الآية - عن الحسن البصري قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله : * ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) * قام رسول الله بالأبطح ثم قال : يا بني عبد المطلب ، يا بني عبد مناف ، يا بني قصي ، ثم فخذ قريشا قبيلة قبيلة حتى مر على آخرهم فقال : إني أدعوكم إلى الله وأنذركم عذابه [1] . ولكن الطبري - كالمازندراني - لم يذكر ما في مثل هذا النقل من ضعف الإرسال في السند ومن الإشكال في متنه ودلالته ، وكأ نهما لم يريا بين معنى الآية وما نقلاه من عمل الرسول بها أي تناف أو خلاف . والظاهر أن ما أرسله ابن شهرآشوب هو ما في " الدر المنثور " عن البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن أبي حاتم وسعيد بن منصور عن ابن عباس . وعلى هذا فتكون الرواية عن ابن عباس على صورتين : الأولى عنه عن علي ( عليه السلام ) في يوم الدار والدعوة ، والثانية هذه الموقوفة عليه من دون اسناد عن أبيه العباس أو علي ( عليه السلام ) ، فالأولى هي الأولى بالقبول سندا وموافقة للكتاب ، والثانية مقطوعة مخالفة لظاهر الآية : " الأقربين " فهي هراء . وأظهر منها هراء ما في " الدر المنثور " أيضا عن أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في " شعب الإيمان " وفي " الدلائل " عن أبي هريرة قال : لما نزلت