حمل النبوة - فإذا قبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) انتقل روح القدس فصار إلى الإمام - وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو - والأربعة الأرواح تنام وتغفل وتلهو وتسهو - وروح القدس كان يرى به " [1] . ونقله المجلسي وقال في بيانه : " أي كان يرى النبي والإمام بروح القدس ما غاب عنه في أقطار الأرض والسماء وما دون العرش " [2] . فإذا ضممنا إلى ذلك أ نه لم يكن يرى جبرئيل ولا أي ملك قبل نزول وحي القرآن عليه وإنما كان يسمع ويحس ولا يرى الشخص ، كما مر في الخبر المعتبر ، أنتج : أن هذا الروح - روح القدس - أيضا لم يكن معه قبل نزول وحي القرآن عليه ، وإنما أوتيه بعد ذلك أو معه ، لا قبله منذ اكتمال عقله في بدو سنه كما ذهب إليه المولى المجلسي - قدس الله سره - . وتعليق الكلام على الوصف ان كان مشعرا بالعلية - كما هو الحق - فقد علق الإمام ( عليه السلام ) وجود هذه الروح على وصف الرسالة : " كان مع رسول الله " في الخبرين الأولين ، وليس حتى النبوة ، مما يشعر بأن هذه الروح - روح القدس - كانت مصاحبة مع وصف الرسالة ومتزامنة في البداية معها ، لا قبلها ، حتى مع النبوة ، فضلا عما قبلها . ولا يقدح في هذا خلو الخبر الثالث من هذا التعليق ، فإنه بصدد النفي عن غيره لا الإثبات له . وبعد كل ما تقدم ، فإن ما نستطيع الجزم به هو : أ نه ( صلى الله عليه وآله ) كان مؤمنا موحدا يعبد الله ويلتزم بما ثبت له أ نه شرع الله تعالى ، وبما يؤدي إليه عقله الفطري السليم ، والمؤيد المسدد ، فكان أفضل الخلق وأكملهم خلقا