مبعوثا إلى جميع المكلفين ، والنبي كان من المكلفين ، فيكون عيسى مبعوثا إليه " فقال : " لا نسلم عموم دعوة من تقدمه " . ولكنه قال : إن الشرع المنقول إليه إن كان آحادا فهو غير مقبول وأما إذا كان متواترا فقد كان يعمل به من دون لزوم المخالطة لأرباب تلك الشريعة ، حتى يلزم عدم تعبده به من عدم مخالطة لهم . فالنتيجة : أ نه كان يعمل بما ثبت بالتواتر ا نه شرع قبله ، بدليل نقلي يقارب التواتر كما قال . وقد تقدم من السيد المرتضى : أ نه لو ثبت لقطع به على أ نه كان متعبدا ، ولكنه لم يثبت عنه ، التظني لا يثبت مثل ذلك . أما النصوص المتقدمة فإنما دلت على أ نه ( صلى الله عليه وآله ) كان في فكره وسلوكه الديني العقائدي العقلي والعملي محدثا مسددا . وبخصوص الصلاة فقد مر خبر القطب الراوندي عن علي بن إبراهيم القمي : أ نه بعد ما " أتى عليه سبع وثلاثون سنة . . . نزل عليه جبرئيل وأنزل عليه ماء من السماء وعلمه الوضوء والركوع والسجود " [1] فقط ، لا الصلاة بحدودها وأوقاتها ففي تمام الخبر : " فلما تم له أربعون سنة علمه حدود الصلاة ولم ينزل عليه أوقاتها ، فكان يصلي ركعتين ركعتين في كل وقت " [2] مما يدل عليه كثير من معتبر الأخبار ، في تفصيل تشريع الصلوات في أبواب عديدة من " وسائل الشيعة " وكذلك لدى العامة أيضا . وأما شأنه ( صلى الله عليه وآله ) في كثير من المناسك والمناهي والتروك فليكن كشأن آبائه وأجداده الأمجاد مما دل عليه كثير من الأخبار التأريخية وغيرها كما