فالسيد المرتضى توقف ، والمحقق نفى وأنكر ، ولكن تلميذه العلامة عاد فتوقف : فقد قال - قدس الله روحه - في شرحه على " مختصر الأصول " لابن الحاجب : " اختلف الناس في أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) هل كان متعبدا بشرع أحد من الأنبياء قبله قبل النبوة ؟ أم لا ؟ فذهب جماعة إلى أ نه كان متعبدا . ونفاه آخرون . والمثبتون اختلفوا : فذهب بعضهم إلى أ نه : كان متعبدا بشرع نوح ، وآخرون : بشرع إبراهيم ، وآخرون : بشرع موسى ، وآخرون : بشرع عيسى ، وآخرون : بما ثبت أ نه من الشرع " . ولم يتكلم العلامة فيه بما ينم عن مختاره وانما قرر مختار ابن الحاجب الشافعي ( ت 646 ه ) بأنه كان متعبدا بما ثبت بالتواتر أ نه من شرع قبله ، عيسى بل موسى ( عليهما السلام ) ، فإن شريعة عيسى هي شريعة موسى ( عليه السلام ) في الأعم الأغلب . وقرر استدلاله لذلك " بما نقل نقلا - يقارب التواتر - أ نه كان يصلي ويحج ويعتمر ويطوف بالبيت ، ويتجنب الميتة ويذكي ويأكل اللحم ، ويركب الحمار ( ! ) وهذه أمور لا يدركها العقل ، فلا مصير إليها الا من الشرع " . ولكنه رد استدلال غيره على هذا المذهب نفسه : " بأن عيسى كان