كان الفداء قال عبد المطلب : هذا عبد الله فسماه به [1] وكان ذلك بعد حفر زمزم بعشر سنين [2] ، ولعبد الله 20 سنة . فربما يقال هنا : ان عبد المطلب الذي قال عنه المؤرخون : انه كان يقطع يد السارق ، ويمنع من طواف العراة ، وينهى عن دنيات الأمور ، تاركا للأصنام مجاب الدعوة . . كيف يسمي أبناءه عبد مناف ، ومناف اسم صنم ، وعبد العزى ، والعزى كذلك وثن من الأوثان ، ثم كيف جاز له التصرف في شخص غيره - ولو ابنه - هذا التصرف ؟ وهل لأحد أن يرى صحة نذر كهذا تكون الضحية فيه نفسا محترمة مثل عبد الله ؟ ! طرح هذا السؤال السيد المرتضى في ( الصحيح من السيرة ) [3] ثم نقل عن المحقق السيد محمد مهدي الروحاني القمي انه أشار إلى : إننا نلاحظ ان عبد المطلب قد سار في ايمانه سيرا تكامليا ، فنجده في أول أمره يسمي أبناءه عبد مناف وعبد العزى ، ولكنه يتقدم في إيمانه حدا يرهب به أبرهة الحبشي صاحب الفيل ، ويقول عنه المؤرخون ما ذكروه وذكرناه ، ولا شك انه بعد ميلاد حفيده محمد ( صلى الله عليه وآله ) لما رأى وسمع الكثير من العلامات الدالة على نبوته ، وشهد وعاين الكثير من الدلالات والكرامات بأم عينيه ، بلغ الحد الأعلى في إيمانه . وعليه فلا مانع من أن يكون في أول أمره يرى لنفسه ان ينذر نذرا كهذا ، وقد أمر الله نبيه إبراهيم بذبح ولده إسماعيل ، ونذرت امرأة عمران
[1] اليعقوبي 2 : 9 . [2] اليعقوبي 2 : 9 يعلم ذلك مما ذكره في سن زواج عبد الله . [3] الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص ) السيرة 1 : 65 - 70 .