تهامة ! فقال عبد المطلب : لا ، حتى اضرب بالقداح ثلاث مرات فضرب ثلاثا كل ذلك يخرج السهم على الإبل ! فلما كانت في الثالثة اجتذبه الزبير وأبو طالب وأخواتهما من تحت رجليه فحملوه - وكان خده على الأرض فانسلخت جلدة خده - وأقبلوا يرفعونه ويقبلونه ويمسحون عنه التراب . وأمر عبد المطلب أن تنحر الإبل بالحزورة [1] ولا يمنع أحد منها . فكانت لعبد المطلب خمس من السنن أجراها الله عز وجل في الإسلام : حرم نساء الآباء على الأبناء ، وسن الدية في القتل مئة من الإبل ، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط ، ووجد كنزا [2] فأخرج منه الخمس ، وسمى زمزم حين حفرها : سقاية الحاج . ولولا أن عبد المطلب كان حجة وان عزمه على ذبح ابنه عبد الله شبيها بعزم إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل لما افتخر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالانتساب إليهما لأجل انهما الذبيحان ، في قوله : أنا ابن الذبيحين . والعلة التي من اجلها دفع الله عز وجل الذبح عن إسماعيل هي العلة التي من اجلها دفع القبح عن عبد الله ، وهي كون النبي والأئمة المعصومين - صلوات الله عليهم - في صلبيهما ، فببركة النبي والأئمة ( عليهم السلام ) دفع الله الذبح عنهما [3] . قال اليعقوبي : وكان اسم عبد الله ( عبد الدار ) و ( عبد قصي ) فلما
[1] الحزورة كدحرجة : تل معروف في مكة كان يتخذ سوقا - كما في الصحاح وقد نقل الخبر ابن إسحاق في سيرته يقول : فيما يزعمون . ثم جاء بالخبر ناسبا إلى عبد المطلب أنه ذبح للأصنام : وهو مردود بما رويناه سندا معتبرا عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . [2] لعله - كما سبق - هو ما دفنته جرهم في زمزم من هدايا الكعبة . [3] عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 212 ط لاجوردي .