ما عليهم . فكتب رئيس سليح وهو يومئذ " دهمان بن العملق " إلى ملك الروم ، وهو يومئذ " نوشر " وكان منزله بأنطاكية ، فأجابهم إلى ذلك بشروط ( منها دفع أتاوة يقبضها ملك الروم ) فأقاموا بذلك أزمانا حتى وقعت بين رجل من غسان يقال له " جذع " ورجل من أصحاب ملك الروم مشاجرة على الأتاوة حتى ضرب الغساني الرومي بسيفه فقتله . فحمل عليهم صاحب الروم من قبل ملك الروم بجماعة من العرب من قضاعة ، فأقاموا مليا يحاربونه ببصرى من أرض دمشق ، ثم صاروا إلى " المخفق " فلما رأى ملك الروم صبرهم على الحرب ومقاومتهم جيوشه كره ان تكون ثلمة عليهم ، وطلب القوم الصلح على أن لا يكون عليهم ملك من غيرهم ، فأجابهم ملك الروم إلى ذلك ، وكان رئيس غسان يومئذ " جفنة بن علية بن عمرو بن عامر " ، فملك عليهم ، وتنصرت غسان ، واستقام الذي بينهم وبين الروم وصارت أمورهم واحدة ، فأقاموا بالشام مملكة من قبل صاحب الروم . وكان أول ملك جل قدره وعلا ذكره من غسان بعد جفنة بن علية : الحارث بن مالك بن الحارث بن غضب بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن حارثة . وملك بعده : الحارث الأكبر ابن كعب بن علية بن عمرو بن عامر . ثم ملك أخوه الحارث الأعرج بن كعب فنزل الجولان . ثم ملك أخوه الحارث الأصغر ، ثم ملك . جبلة بن المنذر . ثم ملك الحارث بن جبلة . ثم ملك الأيهم بن جبلة . ثم جبلة بن الأيهم " [1] .