ايمان أبي طالب : وفيها بعده قوله سبحانه : * ( انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) * [1] . قال القمي في تفسيره : نزلت في أبي طالب ( عليه السلام ) ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يقول : يا عم قل : لا إله الا الله ، أنفعك بها يوم القيامة ، فيقول : يا بن أخي أنا أعلم بنفسي . ولكنه لم يمت حتى شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول الله : أنه تكلم بها عند الموت ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أرجو أن تنفعه يوم القيامة . وقال : لو قمت المقام المحمود لشفعت في أبي وأمي وعمي ، وأخ كان لي مواخيا في الجاهلية [2] . وروى القمي هذا الأخير قبل هذا عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن معاوية وهشام عن الصادق ( عليه السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [3] . وقال الطبرسي : رووا عن ابن عباس وغيره أن قوله : * ( انك لا تهدي من أحببت ) * نزلت في أبي طالب ، فإن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يحب اسلامه فنزلت فيه هذه الآية . . . وفي هذا نظر كما ترى ، فإن النبي لا يجوز أن يخالف الله سبحانه في ارادته ، كما لا يجوز أن يخالفه في أوامره ونواهيه ، وإذا كان الله تعالى - على ما زعم القوم - لم يرد ايمان أبي طالب وأراد كفره وأراد النبي ايمانه ، فقد حصل غاية الخلاف بين إرادتي الرسول والمرسل ، فكأنه
[1] القصص : 56 . [2] تفسير القمي 2 : 142 . [3] تفسير القمي 2 : 25 .