والسورة الثانية عشرة - " الشرح " : هي متتالية للضحى ان لم نقل بوحدتهما كما نقل ذلك الفخر الرازي عن طاووس بن كيسان اليماني وعمر بن عبد العزيز ، وجاء في بعض أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) [1] وأفتى به بعض فقهائنا [2] . واختلفوا في معنى الوزر في قوله : * ( ووضعنا عنك وزرك ) * ويبدو لي بقرينة وحدة سياق السورتين أن المقصود بالوزر ما تحمله من ثقل انقطاع الوحي عنه واحتباسه ، وهو العسر الذي تحمله واليسر بعده تجديد الوحي إليه واليوم وقد فرغ من ذلك الهم والغم فعليه أن ينصب في التحديث بما أنعم الله عليه من النبوة * ( فإذا فرغت فانصب والى ربك فارغب ) * . وقال صاحب كتاب النظم في تفسير السورة : إن الله بعث نبيه وهو مقل مخف وكانت قريش تعيره بذلك حتى قالوا له : ان كان بك من هذا القول الذي تدعيه طلب الغنى جمعنا لك مالا حتى تكون أيسر أهل مكة . فكره النبي ذلك وظن أن قومه انما يكذبوه لفقره ، فوعده الله سبحانه الغنى ليسليه بذلك عما خامره من الهم فقال : * ( ان مع العسر يسرا ) * أي لا يحزنك ما يقولون وما أنت فيه من الإقلال ، فإن مع العسر يسرا في الدنيا عاجلا . ثم أنجز ما وعده فلم يمت حتى فتح عليه الحجاز وما والاها من القرى العربية وعامة بلاد اليمن ، فكان يعطي المائتين من الإبل ويهب الهبات السنية ، ويعد لأهله قوت سنته [3] فهل كان بين الضحى والشرح من
[1] الميزان 20 : 365 . [2] المحقق الحلي في الشرائع والمعتبر . [3] مجمع البيان 10 : 772 .