وهذا نزر من بدعه التي أحدثها في الاسلام وهي مخالفة كلها لكتاب الله وسنة رسوله ، ولو شئنا جمع البدع والأحكام التي قال فيها برأيه وحمل الناس عليها ، لرأيتم العجب العجاب . ولقائل ان يقول كيف خالف عمر بن الخطاب كتاب الله وسنة رسوله ، والله تعالى يقول ( ما كان لمؤمن إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً ) ) . الأحزاب 36 وهذا ما يردده أكثر الناس اليوم وكأنهم يكذبون ولا يصدقون أن عمر بن الخطاب يفعل ذلك .
فنقول لهؤلاء هذا ما أثبته له أوليائه وأتباعه من أهل السنة والجماعة الذين يفضلونه على النبي من حيث لا يشعرون .
فإذا كان ما قيل فيه كذباً ، فصحاحهم كلها تسقط من الاعتبار ولا حجة لهم بعد ذلك على كل ما يعتقدون ! !
على أن جل الأحداث التاريخية كتبت في عهد دولة أهل السنة والجماعة الذين لا يشك أحد في حبهم واحترامهم وتقديرهم لابن الخطاب .
وإذا كانت صحيحة وذلك هو الواقع الذي لا مفر منه فعلى المسلمين اليوم أن يراجعوا موقفهم ويعيدوا النظر في كل عقائدهم إن كانوا من أهل السنة والجماعة كما يدعون .
وإنك تجد أكثر المحققين اليوم لما أعيتهم الحيلة لرد مثل هذه الروايات والأحداث التاريخية التي أجمع عليها المحدثون ، ولا يقدرون على تكذيبها فتراهم يتأولون ويلتمسون الأعذار الواهية التي لا تقوم على دليل علمي والبعض منهم أخذ يعدد بدعه ويقلبها مناقب له ومن مفاخره التي يشكر عليها .
وكأن الله ورسوله ما كانا يعرفان مصلحة المسلمين وغفلا عن تلك البدع - أستغفر الله - فاكتشفها عمر بن الخطاب فسنها لهم بعد وفاة الرسول ( ص ) .

9