نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 82
السيف سيكون وحده متن الطاعة ، وتحدّث آخرون بأنَّ السيف سوف يلقى السيف ! ( ثمَّ تحدَّث غير هؤلاء وهؤلاء بأن النار هي الوسيلة المثلى إلى حفظ الوحدة وإلى الرضا والإقرار ! . . وهل على ألسنة الناس عقالٌ يمنعها أن تروي قصَّة حطب أمر به ابن الخطّاب ، فأحاط بدار فاطمة ، وفيها عليٌّ وصحبه ، ليكون عدة الإقناع أو عدة الايقاع ؟ على أنَّ هذه الأحاديث جميعها ومعها الخطط المدبَّرة أو المرتجلة كانت كمثل الزبد ، أسرع إلى ذهابٍ ، ومعها دُفعة ابن الخطّاب ! ( أقبل الرجل ، محنقاً مندلع الثورة ، على دار عليٍّ وقد ظاهره معاونوه ومن جاء بهم ، فاقتحموها أو أوشكوا على اقتحام ، فإذا وجه كوجه رسول اللّه يبدو بالباب حائلاً من حزن ، على قسماته خطوط آلام ، وفي عينيه لمعات دمع ، وفوق جبينه عبسة غضب فائر وحنق ثائر ) وتوقّف عمر من خشية وراحت دفعته شعاعاً ، وتوقَّف خلفه - أمام الباب - صحبه الذين جاء بهم ، إذ رأوا حيالهم صورة الرسول تطالعهم من خلال وجه حبيبته الزهراء ، وغضّوا الأبصار من خزي أو من استحياء ، ثمَّ ولَّت عنهم عزمات القلوب وهم يشهدون فاطمة تتحرَّك كالخيال ، وئيداً وئيداً بخطوات المحزونة الثكلى ، فتقترب من ناحية قبر أبيها ( وشخصت منهم الأنظار وأرهفت الأسماع إليها ، وهي ترفع صوتها الرقيق الحزين النبرات ، تهتف بمحمَّد الثاوي بقربها ، تناديه باكيةً مريرة البكاء : يا أبت رسول اللّه ! ( يا أبت رسول اللّه ! ) فكأنَّما زلزلت الأرض تحت هذا الجمع الباغي ، من رهبة النداء ) وراحت الزهراء ، وهي تستقبل المثوى الطاهر ، تستنجد بهذا الغائب الحاضر : يا أبت رسول اللّه ! ( ماذا لقينا بعدك من ابن الخطَّاب ، وابن أبي قحافة ! ؟ ! فما تركت كلماتها إلاّ قلوباً صدعها الحزن ، وعيوناً جرّت دمعاً ، ورجالاً ودّوا لو استطاعوا أن يشقّوا مواطئ أقدامهم ليذهبوا في طوايا الثرى مغيَّبين ( ) .
82
نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 82