نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 472
الذين قال الله تعالى لهم : ( إنما يرُيدُ الله ليُذهِبَ عنكم الرجسَ أهْل البيت ويُطَهِّرَكم تطهيرا ) ( 7 ) . وأما قولك : « حقدا » فكيف لا يحقد من غُصِب شيئه ، ويراه في يد غيره . فقال عمر : أما أنت يا بن عباس ، فقد بلغَني عنك كلامٌ أكره أن أخبرك به ، فتزول منزلتك عندي . قال : وما هو يا أمير المؤمنين ؟ أخبرني به ، فإنْ يكُ باطلاً فمثلي أماط الباطلَ عن نفسه ، وإنْ يكُ حقا فإنّ منزلتي لا تزولُ به . قال : بلغني أنّك لا تزال تقول : أُخِذَ هذا الأمر منك حسدا وظلما . قال : أمّا قولك يا أمير المؤمنين : ( حسدا ) ، فقد حسد إبليس آدم ، فأخرجه من الجّنة ، فنحن بنو آدم المحسود . وأما قولك : « ظلما » فأمير المؤمنين يعلم صاحب الحقِّ من هو ! ثم قال : يا أمير المؤمنين ، ألم تحتجّ العرب على العجم بحق رسول الله صلى الله عليه وآله ، واحتّجت قريش على سائر العرب بحقّ رسول الله صلى الله عليه وآله ! فنحن أحقُّ برسول الله من سائر قريش . فقال له عمر : قم الآن فارجع إلى منزلك ، فقام ، فلّما ولّى هتف به عمر : أيها المنصرف ، إنِّي على ما كان منك لراعٍ حقك ! فالتفت ابن عباس فقال : إنّ لي عليك يا أمير المؤمنين وعلى كلّ المسلمين حقا برسول الله صلى الله عليه وآله ، فمن حفظه فحقّ نفسه حفِظ ، ومَنْ أضاعه فحقّ نفسه أضاع ، ثم مضى . فقال عمر لجلسائه : واها لا بن عباس ، ما رأيته لاحى أحدا قطّ إلاّ خصَمه ! ( 8 ) . ( 1 ) جخف : تكبر . ( 2 ) سورة محمد : الآية 9 .
472
نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 472