نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 471
فقال عمر : والله لقد أحسن ، وما أرى هذا المدح يصلح إلاّ لهذا البيت من هاشم ، لقرابتهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله . فقال ابن عباس : وفّقك الله يا أمير المؤمنين ، فلم تزل موفقا . فقال : يا بن عباس ، أتدري ما منع الناس منكم ؟ قال : لا يا أمير المؤمنين . قال : لكني أدري . قال : ما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : كرهتْ قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة ، فيجخِفوا جِخْفا ( 1 ) ، فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفقت فأصابت . فقال ابن عباس : أيَميطُ أمير المؤمنين عنّي غضبه فيسمع ؟ قال : قل ما تشاء . قال : أما قول أمير المؤمنين : إن قريشاً كرهت ، فإن الله تعالى قال لقِوم ( ذَلِك بأنّهُمْ كَرِهُوا ما أنزل الله فأحبط أعْمَالهُمْ ) ( 2 ) . وأما قولك : ( إنّا كنّا نجخف ) ، فلو جَخَفْنا بالخلافة جَخَفْنا بالقرابة ، ولكنّا قوم أخلاقُنا مشتقةٌ من خُلق رسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال الله تعالى : ( وَإنّك لَعَلَى خُلقٍ عظيم ) ( 3 ) ، وقال له : ( وَاخْفِض جَنَاحَكَ لِمَنِ اتبعكَ من المؤمنين ) ( 4 ) . وأما قولك : « فإن قريشا اختارت » ، فإنّ الله تعالى يقول : ( وربك يخلُقُ ما يشاء ويختارُ ما كان لَهُمُ الخَيَرة ) ( 5 ) وقد علمت يا أمير المؤمنين أن الله اختار من خلقه لذلك مَنْ اختار ( 6 ) ، فلو نظرتْ قريش من حيث نظر الله لها لوفقت وأصابت قريش . فقال عمر : على رسْلك يا بن عباس ، أبت قلُوبكم يا بني هاشم إلا غِشّا في أمر قريش لا يُزول ، وحقدا عليها لا يَحول . فقال ابن عباس : مَهْلاً يا أمير المؤمنين ؟ لا تنسُب هاشما إلى الغشّ ، فإن قلوبهم من قلب رسول الله صلى الله عليه وآله الذي طهّره الله وزكّاه ، وهم أهلُ البيت
471
نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 471