نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 412
وإذا كان المؤرخون يتفقون على استخلاف أبي بكر لعمر بدون استشارة الصحابة . فلنا أن نقول بأنه استخلفه رغم أنف الصحابة وهم له كارهون . وسواء أقال ابن قتيبة : دخل عليه المهاجرون والأنصار فقالوا : قد علمت بوائقة فينا . أو كما قال الطبري دخل عليه قوم من الصحابة منهم طلحة فقال له : ما أنت قائل لربك وقد وليت علينا فظاً غليظا تفرق منه النفوس وتنفض عنه القلوب . فالنتيجة واحدة : وهي أن الصحابة لم يكن أمرهم شورى ولم يكونوا راضين عن استخلاف عمر وقد فرضه عليهم أبو بكر فرضا بدون استشارتهم . والنتيجة هي التي تنبأ بها الإمام علي عندما شدد عليه عمر بن الخطاب ليبايع أبا بكر . فقال له : أحلب حلباً لك شطره . . واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً . وهذا بالضبط ما قاله أحد الصحابة لعمر بن الخطاب الفظ الغليظ عندما خرج بالكتاب الذي فيه عهد الخلافة : فقال : له ما في الكتاب يا أبا حفص ؟ قال : لا أدري ، ولكني أول من سمع وأطاع . فقال الرجلُ : لكني والله أدري ما فيه ، أمرته عام أول ، وأمرك العام . الإمامة والسياسة لأب قتيبة ج 1 باب استخلاف أبي بكر لعمر . وبهذا يتبين لنا بوضوح لا شك فيه . . بأن مبدأ الشورى . . الذي يطبل له أهل سنة معاوية . . لا أساس له عند أبي بكر وعمر . . أو بتعبير آخر : أن أبا بكر هو أول من هدم هذا المبدأ وألغاه وفتح الباب أمام الحكام من بني أمية أن يُعيدوها ملكية قيصرية يتوارثها الأبناء عن الآباء . .
412
نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 412