فإنه مضى يحقق ويرد الأحاديث التي تقول بأن الرسول ( ص ) كان يعلم المنافقين علم يقين بأشخاصهم . ومن ضمن هذه الأحاديث حديث حذيفة حيث أورد ابن حزم التالي في نفس الكتاب ونفس المجلد في صفحة 224 : - " وأما حديث حذيفة فساقط لأنه من طريق الوليد بن جميع وهو هالك ولا نراه يعلم من وضع الحديث فإنه قد روى أخبارا فيها أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبي ( ص ) وإلقاءه من العقبة في تبوك وهذا هو الكذب الموضوع الذي يطعن الله تعالى واضعه فسقط التعلق به والحمد لله رب العالمين " .
هذا كلام خطير جدا الذي أورده ابن حزم ويستلزم أن ننظر فيه من زاويتين :
أولا : هل هناك حديث موضوع بهذا الشأن قد ورد أصلا سواء من الوليد بن جميع أو من غيره .
ثانيا : مصداقية الوليد بن جميع في كتب الجرح والتعديل .
بالنسبة للأمر الأول فإنني بحثت جهدي محاولا العثور على أي أثر لحديث موضوع بهذا الشأن ولكنني لم أحصل على أي أثر لأي حديث ، فأرجو ممن لديه علم بهذا الحديث الموضوع أن يورده حتى يمكننا النظر في سنده لنرى إن كان هناك في سند هذا الحديث غير الوليد ابن جميع حتى يمكن أن نبرأ ساحة الوليد بن جميع من هذا الحديث المنكر أو نثبت عليه التهمة .
بالنسبة للأمر الثاني فإنني بحثت في كتب الجرح والتعديل عن مصداقية الوليد بن جميع فرأيت أنه موثق حتى أن مسلم روى عنه في صحيحه ( بالرغم من أن الحاكم صاحب المستدرك اعتبرها مأخذا على مسلم أن يروي من الوليد بن جميع ) .

339