نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 234
كان ظهوره فوزا وغلبة للهاشميين فعملوا في ظل الدين على التمهيد لأنفسهم والاستئثار بالسلطة وقد وجدوا في ولاية يزيد ابن أبي سفيان وولاية معاوية من بعده على الشام , خطوة أولى يستطيعون ان يثبتوا اقدامهم من بعدها ووجدوا فرصة سانحة للقيام بعمل خطير , ففكروا باغتيال عمر بن الخطاب الخليفة الصالح . وكذلك اغتالوه بيد فارسي يبرد حفيظته ويشفي غليله , وما كانوا يجدون أبدا من يقوم بعمل اجرامي من هذا النوع موجها إلى شخص الخليفة عمر سوى هذا الفارسي بطبيعة الحال . ومن ثم يظهر ان اغتيال عمر لم يكن بفكرة فارسية أبدا . وإنما هو أقرب الظنون من حيث كانت الفتوح الكبيرة في فارس في عهد عمر , ومن حيث تم هذا القتل بيد الفارسي . بيد أنه يعلل بعض أطراف القضية ويترك مواضع هامة فيها تحتاج إلى تعليل وتحمل على التساؤل من مثل : لماذا اجتهد المغيرة بادخال هذا الفارسي المدينة مع علمه بمنع عمر من ذلك ؟ وبماذا نفسر هذه المصادفة في ان يكون قاتل عمر غلام المغيرة الذي هو أموي الرأي والهوى ؟ إلى أشياء كثيرة لا يتسع الموضوع لها , وإنما أقول ( والقول للشيخ العلايلي ) : في جملة ما أود اثباته ان قتل عمر لم يكن وليدة فكرة فارسية مدبرة وإنما كان وليد فكرة موضعية خالصة وأموية بحتة . فقد كان هناك حزب أموي سري ينضوي تحت لوائه عدد عديد وهذا ما يفسر لين عثمان الشديد مع فئة بعينها وطائفة من الناس مخصوصة , ولا أظن شيئا مما توهمه المؤرخون حقيقيا من ان هذا راجع إلى طبيعة اللين عنده مع أهله وذوي قرابته وإنما الحقيقة أنه لم يكن يميل لينا ولا ضعفا ولكن حزبية فقط .
234
نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 234