نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 335
من أين جئتما ؟ فقلنا : خرجنا نريدك يا أمير المؤمنين . فأتينا رحلك . فقيل لنا خرج إلى المسجد فاتبعناك . فقال : أتبعكما الخير . ثم نظر المغيرة إليّ وتبسّم فرمقه عمر فقال : فيمَ تبسمت أيها العبد . فقال : من حديث كنت أنا وأبو موسى فيه آنفاً في طريقنا إليك قال : وما ذاك الحديث ؟ فقصصنا عليه الخبر حتى بلغنا ذكر حسد قريش ، وذكر من أراد صرف أبي بكر عن استخلاف عمر . فتنفس الصعداء ثم قال : ثكلتك أُمّك يا مغيرة ، وما تسعة أعشار الحسد ، بل وتسعة أعشار العشر ، وفي الناس كلّهم عشر العشر بل وقريش شركاؤهم أيضاً فيه ، وسكت مليّاً وهو يتهادى بيننا ثم قال : ألا أخبركما بأحسد قريش كلها ؟ قلنا : بلى يا أمير المؤمنين . قال : وعليكما ثيابكما . قلنا : نعم . قال : وكيف بذلك ، وأنت ملبسان ثيابكما . قلنا : يا أمير المؤمنين ، وما بال الثياب ؟ قال : خوف الإذاعة منها . قلنا : له . أتخاف الإذاعة من الثياب أنت ؟ وأنت من ملبس الثياب أخوف . وما الثياب أردت ؟ ! قال : هو ذاك . ثم انطلق ، وانطلقنا معه حتى انتهينا إلى رحله فخلى أيدينا من يده ثم قال : لا تريما . ودخل . فقلت للمغيرة : لا أباً لك لقد آثرنا بكلامنا معه ، وما كنا فيه ، وما نراه حسبنا إلاّ ليذاكرنا إياها . قال : فإنا لكذلك إذا أخرج إذنه الينا فقال : أُدخلا . فدخلنا . فوجدناهُ مستلقياً على برذعة برحل . فلما رآنا تمثل بقول كعب بن زهير :
335
نام کتاب : من حياة الخليفة عمر بن الخطاب نویسنده : عبد الرحمن أحمد البكري جلد : 1 صفحه : 335