حقوقه ، ويسيره طبق أوامر اللّه وسنّة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) وهم الذين يمنعوه عن ذلك ، فماذا تقول لهذا الخليفة أهو يجهل ما يقول ؟ أم يعلم ويخالف الحقيقة ؟ وفي كلتاهما لا يستحق أن يجلس هذا المجلس الذي قدمه له الأولان اللذين جاءا يلومانه سعيد بن أبي وقاص صهر عبد الرحمن ، وعبد الرحمن بن عوف صهره ، وقد ندما حيث لا ينفع الندم . ولقد أنبأهما الإمام علي ( عليه السلام ) في الشورى عن مساوئ ما يقومان به ، واعجب من هؤلاء الذين ملأ جيوبهم بالعطايا . لكن يجدوه رغم كل ذلك أنه انجرف وانحرف بسفينة الاسلام ودين الاسلام انحرافاً لا بد من غرق السفينة ، وهكذا كان . راجع أنساب البلاذري ج 5 ص 28 . نعم هذا خليفة المسلمين عثمان الأموي يترك دين اللّه دغلاً وعباد اللّه خولاً وماله دولاً ، ويقدم الأشقياء أثر الأشقياء حتى ثارت الأقطار وبلغت القلوب الحناجر . قد سلط عليهم الوليد إماماً ووالياً وقاضياً ، يعبث ببيت المال ما شاء وبالنفوس الزكية ما أراد ويشرب الخمر ، ويصلي الصبح أربعاً سكراناً ، كما مر . وما كان المسلمون ليثبتوا جرمه ، ويقام عليه الحد ، حتى أخلفه بمن هو شر منه يهين المسلمين ، ويزري بالصحابة البررة ممن جاهد في سبيل اللّه وحضر الحروب مع رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وأطاع اللّه ورسوله وخدم الاسلام يوم كان هذا في صلب أبيه وأبوه مشركاً . وإليك إحدى القصص المزرية ، وعمله مع الصحابة ليكون لك أيها القارئ الكريم معياراً لأعماله المزرية الأخرى : يطلب بعيد الفطر شهوداً فيتقدم الصحابي العظيم هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ،