بل أقربهم للّه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فما جزاء من يعمل ذلك إلاّ خزي في الدنيا وعذاب في الآخرة ؟ قال ابن قتيبة في معارفه ص 84 ، كما جاء في تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 168 : أن عثمان قطع فدك وهي صدقة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) لمروان ، تلك التي كانت ميراثاً ونحلة لبضعته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) والتي سلبها منها أبو بكر وأتى برواية وضعها عن رسول اللّه ، وحينما كشف أمره ووجد نفسه مدحوراً أمام اسناد علي وفاطمة عاد وكتب لها كتاباً برره ، فمزّق الكتاب عمر . وعاد عمر في خلافته وأعاد فدك لبني فاطمة ، فانظر إلى هذا التلاعب والاقرار ، وكيف لا يهمهم الانكار والفعل . فهذا يضع رواية عن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ثم يكذّب نفسه ، وهذا صاحبه يمزق كتاب رئيسه ثم يعود ليبطل ما فعله بالأمس . فان كانت نحلة أو ارث فما حدى به أن يسلبها ؟ وكيف وضع حديثاً عن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وهو يدري أن من وضع عن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) حديثاً وقوّل رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) بما لم يقل فليتبوأ مقعده من النار ، بل وإن الحديث على بيت الرسالة وسلبهم حقهم ، أولئك الذين أوصى بهم اللّه في آية المودّة وأوصى بهم رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) في قوله : « إني تارك فيكم كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا » . وفحواها المعاكس : إن لم تتمسكوا بهما فأنتم الطالحون . وهم شهدوا على أنفسهم بالمخالفة عملاً . وهذا عثمان يخالف صاحبيه أبا بكر وعمر ويسلب فدك . وليته عمل ما عمله أبو بكر ، بل قدمها لقمة سائغة إلى أرذل خلق اللّه . فكان اعطاء فدك لمروان من العلل والموجبات التي حركت الرأي العام ضد عثمان ، فقد كانت فدك قد ثبتت لأهل البيت ( عليهم السلام ) وان هذا غصب ظاهر وتعدي