ينكر فضلهم لمكانك الذي وضعك اللّه به منهم . أرأيت بني المطلب أعطيتهم ومنعتنا ؟ وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة . فقال : إنهم لم يفارقوني أو لم يفارقونا في جاهلية ولا اسلام ، وإنما هم بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد . وشبك بين أصابعه . ولم يقسم لبني عبد الشمس ولا لبني نوفل من ذلك الخمس شيئاً لما قسم لبني هاشم وبني المطلب .
وهل جاز لهما أن يطلبا رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) المساواة في القسم وهؤلاء بني هاشم وبني عبد المطلب جميعاً يحاصرون من بني عبد الشمس في شعب أبي طالب وهؤلاء بنو عبد الشمس الكفرة الفجرة المشركين ألد خصوم رسول اللّه في الجاهلية والطلقاء في الاسلام ، وهم الملعونون الطرداء ، ومنهم الهمزة اللمزة ومنهم الوزغ ابن الوزغ على لسان رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، وبينهم المنافقون الذين يتربصون للوقيعة بالاسلام في العهدين ، وهل يجازى من أتى الحسنة كما جاء بالسيئة ؟ وهل يتساوى الصالحون والطالحون ؟ فإذا كانت هذه نظرة عثمان وتعصّبه أمام رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) فما ترجو منه بعده وما ترجوه منه إذا أخذ بمقاليد الأمور ؟
هذا عثمان الذي يعرف ما نزل في علي وعترة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، من آية المودة والذكر الحكيم وما مدح به علياً وبنيه وذريته ورفع مكانتهم . وكيف ذم هؤلاء ؟ الأرجاس ألد أعداء الاسلام ، فيأخذ فدكاً من بني فاطمة الزهراء وسيدي شباب أهل الجنّة وعلي ولي اللّه وأخو رسوله .
وهم الذين يقسمون فيأها على مستحقيه ، ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ; لما ورد في آية الدهر ، ويقدمها كأقل ما قدمه لمروان اللعين الطريد الوزغ ابن الوزغ على حد قول رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، ما ترجو بهذا الخليفة المنحرف عن حدود اللّه وسنّة رسوله ؟ يعين الظالمين ويسلب حقوق المسلمين ،

48