مؤمناً ووليه بعد رسول اللّه ، نعم يقول لعلي إمام مروان بن الحكم : أقد مروان من نفسك . فيقول له علي : ممّ ذا ؟ قال : من شتمه وضرب راحلته . ويقول : لم لا يشتمك ، كأنك خير منه ؟ فانظر إلى عثمان وإلى علي رغم ذلك أنه علياً كان أعظم المدافعين عن عثمان . راجع الصواعق المحرقة لابن حجر ص 23 . فيما أخرجه الدارقطني من طريقه عنه قال : ما كان أحداً دفع عن عثمان من علي . فقيل له ( أي لمروان ) : ما بالكم تسبّونه على المنابر ؟ قال : إنه لا يستقيم لنا الأمر إلاّ بذلك . فكان مروان لما ولي المدينة يسبّ علياً على المنبر كل جمعة . وكان الحسن بن علي ريحانة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وسيد شباب أهل الجنّة المطهر من الرجس هو وأبوه وجده وأمه وأخوه في آية الطهارة ، يعلم ذلك السب فيسكت ولا يدخل المسجد إلاّ عند الإقامة ، فلم يرض بذلك مروان حتى أرسل إلى الحسن في بيته بالسب البليغ له ولأبيه ، ومن ذلك قوله له : « ما وجدت مثلك إلاّ مثل البغلة ليقال لها : من أبوك ؟ فتقول : أبي الفرس . فيقول الحسن للرسول : ارجع إليه فقل له : واللّه لا أمحو عنك شيئاً مما قلت باني أسبّك ، ولكن موعدي وموعدك اللّه ، فإن كنت كاذباً فاللّه أشد نقمة . قد أكرم جدي أن يكون مثلي مثل البغلة . . . الخ » . ولم يختلف من المسلمين اثنان في أن سب الإمام ولعنه من الموبقات ، وإذا صح ما قاله ابن معين كما حكاه ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 1 ص 509 من أن كلّ من شتم عثمان أو طلحة أو أحداً من أصحاب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) دجّال لا يكتب عنه وعليه لعنة اللّه وملائكته والناس أجمعين . أليس علي نفس رسول اللّه في آية الكساء وآية المباهلة ؟ فهل لعن اللعين سوى نفسه ، وعليه لعنة اللّه أبد الآبدين . ولا زال مروان من ألد أعداء رسول اللّه وأهل بيته ولم يأل جهداً من ايذائهم