قدم ابنته لمروان واستكتبه وجعله أمينه ومستشاره ومعتمده وصاحب الحل والربط . أية ملعبة هذه ؟ وأي دين هذا ؟ أهؤلاء خلفاء محمد ؟ من سلّطهم غير عثمان ؟ من سلّطهم غير عمر ؟ من سلّطهم غير أبي بكر ؟ لقد أثبتنا في مناظرة المأمون مع العلماء فضل علي على الجميع بعد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، فهو الذي نزلت فيه من الآيات المبينات ، وسبقه في الاسلام ، ووصايا رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) به ، وأعماله وأقواله وشجاعته وعلمه وتقواه وبره واخلاصه للاسلام . هذا معجزة الاسلام الذي لولاه لما قام للاسلام قائمة فمن يستطيع أن يناظره ويساويه ؟ دع عنك جميع الصحابة وما جاء به آل أمية وكالوا لأبي بكر وعمر وعثمان وبني أمية من الفضائل ورفعوهم ، وما حطوا من كرامة آل البيت ( عليهم السلام ) رغم كل ذلك فالكل يعرفون إذا تعمقوا الحقيقة أن الرجل الأول بعد رسول اللّه في الاسلام إنما هو علي . وقد ضحى ما ضحى في زمن رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وأكبر وأعظم تضحية بعد وفاة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) إنما هو صبره وجلده وتحمله من غصب الخلافة وقبوله وصية رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وهو البطل الشجاع وذو الرأي السديد في الحروب وغيرها ; ومنها اليمن ، فمن فتحها وأدارها في عهد رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وعلى من كان يتكئ رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) في حياته . وإذا بأبي بكر يغتصب الخلافة منه ويخالف اللّه ورسوله . وإذا بعمر وهو يعترف بفضله يساويه مع أهل الشورى ، ويقدم عثمان عليه ويسند ملك بني أمية . وإذا بعثمان وما ذكرنا عنه هذا عثمان وهو يعرف فضل علي ، ويعرف أنه علياً حبيب اللّه ورسوله ، وأن من يبغضه منافق وكافر ، ومن يحبه مؤمن . وإذا به يساويه بمروان لعين رسول اللّه وطريده . فيقول لعلي سيده ومولاه وأميره إن كان