السبيل . وبعد مقتل عثمان منعوا الصلاة عليه ودفنه وغسله وتكفينه ثلاثاً ، ودفن أخيراً بحش كوكب ، راجع بذلك ما نقله ياقوت الحموي جاء في السيرة الحلبية وشرح ابن أبي الحديد والدميري وابن الأثير . ونحن نعود لنتساءل بعد هذا كله أي الجهتين على حق ابنو أمية وشيعتهم وشيخهم عثمان الذي كتب لولاته بتكفير نخبة المسلمين وخيار الصحابة بقوله أن أهل المدينة كفروا ويريد مقاتلتهم وان يمدوه بالجيوش . أم ان الحق مع الأمة الاسلامية وصحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) قاطبة وبينهم البدريون وأعضاء الشورى والعشرة المبشرة ويتقدمهم أمير المؤمنين ووصي رسول اللّه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ولا نستطيع أن ننكر أن اطباق الأمة على عثمان بين قاتل وخاذل ومفتي بخروجه عن كتاب اللّه وسنّة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) وانحرافه عن الحق وقيامه بالمظالم وتوليته أشد بني أمية نفاقاً وفجوراً على الأمة ، والدفاع عن الباطل وضرب خيار افراد الأمة والتزامه اشرارهم بقوله : أنما قربت رحمي وأدنيت قريباً ، وآويت محتاجاً . وقد نسي أن اللّه ينهى المؤمنين والمسلمين من الدنو من المنافقين والفاجرين والفاسقين والأشرار ولو كانوا آباءهم وأبناءهم وأقاربهم ، فكيف به وهو يقدم لهم مال المسلمين ويسلطهم على نفوسهم واعراضهم ويقلدهم زمام أمور دينهم ودنياهم . وهذا معاوية ومروان بن الحكم وأبناءهم الذين اتخذوا ثوب عثمان ذريعة ، ودمه ثاراً لضرب كعبة المسلمين واستباحة مدينة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) ، وقتل الرجال والأطفال والنساء واستباحة الأعراض فيها وفي الشرق والغرب ، وسب أول رجل في الاسلام بعد كل صلاة واستباحة دماء آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) وسيدي شباب أهل الجنة وأبنائهم وأخوتهم وصحابة رسول اللّه والتابعين وبث روح