فيتقدم محمد بن أبي بكر ابن الخليفة الأول الذي ولاه بكتابه على مصر وكتب سراً على قتله وقتل أصحابه . نعم يتقدم محمد بن أبي بكر وجمع من أعيان المسلمين فيقتلون عثمان وهو لا يزال مصراً على رأيه . وكان عثمان مصراً على ابقاء الحكم له واعترض أنهم يحاربوه ويقتلوه بعد اشتداد الأمر وان القتل لا يجوز إلاّ بثلاث 1 - رجل زنى بعد احصانه . 2 - كفر بعد اسلامه . 3 - أو قتل نفساً بغير نفس فيقتل . فيجيبوه : أما قولك : إنه لا يحل إلاّ قتل ثلاثة ، فانا نجد في كتاب اللّه قتل غير الثلاثة الذين سميت : قتل من سعى في الأرض فساداً ، وقتل من بغى ثم قاتل على بغيه ، وقتل من حال دون شيء من الحق ومنعه ثم قاتل دونه وكابر عليه ، وقد بغيت ، ومنعت الحق وحلت دونه وكابرت عليه ، تأبى أن تقيد من نفسك من ظلمت عمداً ، وتمسكت بالامارة علينا ، وقد جرت في حكمك وقسمك ، فان زعمت أنك لم تكابرنا عليه وان الذين قاموا دونك ومنعوك منّا إنما يقاتلون بغير أمرك فإنما يقاتلون لتمسكك بالامارة ، فلو أنك خلعت نفسك لانصرفوا عن القتال دونك . ذلك ما أخرجه الطبري في تاريخه وروى البلاذري : لما بلغ أهل مصر ومن معهم فمن حاصر عثمان ما كتب به إلى ابن عامر ومعاوية فزادهم ذلك شدة عليه وجراً في حصاره ، وحرصاً على معاجلته بالقتل . وكان طلحة من الآمرين المشددين عليه . وفي لفظ ابن عساكر قول محمد بن أبي بكر لعثمان حينما دخل عليه مع المهاجمين في داره : على أي دين أنت يا نعثل ، قال : على دين الاسلام . ولست بنعثل ، ولكني أمير المؤمنين قال : غيرت كتاب اللّه . حتى قال : إنا لا يقبل منا يوم القيامة أن نقول : ربنا إنا أطعنا ساداتنا وكبراءنا فأضلّونا