قال : نعم . قال : فكيف يخرج غلامك ببعيرك بكتاب عليه خاتمك ولا تعلم به ؟ فحلف باللّه : ما كتب الكتاب ولا أمرت به ، ولا وجهت هذا الغلام إلى مصر قط . وعرفوا أن الخط خط مروان ، فسألوه أن يدفع إليهم مروان فأبى ، وكان مروان عنده في الدار ، فخرج أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) من عنده غضاباً وعلموا أنه لا يحلف بباطل ، إلاّ أن قوماً قالوا : لن يبرأ عثمان في قلوبنا إلاّ أن يدفع إلينا مروان حتى نبحثه عن الأمر ونعرف حال الكتاب ، وكيف يأمر بقتل رجال من أصحاب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) بغير حق ! ! فان يكن عثمان كتبه عزلناه ، وإن يكن مروان كتبه عن لسان عثمان ننظر ما يكون منا في أمر مروان فلزموا بيوتهم فأبى عثمان أن يخرج مروان . وقيل جاء المصريون إلى دار عثمان فأحدقوا بها وقالوا لعثمان وقد أشرف عليهم : يا عثمان أهذا كتابك ؟ فجحد وحلف ، فقالوا : هذا شرٌ يكتب عنك بما لا تعلمه ، ما مثلك يلي أمور المسلمين ، فأخلع من الخلافة ، فقال : ما كنت لأنزع قميصاً قمصنيه اللّه ، وقالت بنو أمية : يا علي أفسدت علينا أمرنا ودسست واليت . فقال : يا سفهاء انكم لتعلمون أنه لا ناقة لي في هذا ولا جمل ، واني رددت أهل مصر عن عثمان ثم أصلحت أمره مرة بعد أخرى ، فما حيلتي ؟ وانصرف وهو يقول : اللّهم إني بريء مما يقولون ومن دمه ان حدث به حدث . وفي لفظ آخر قال المصريون لعثمان حين أنكر الكتاب : ما أنت إلاّ صادق أو كاذب ، فان كنت كاذباً فقد استحققت الخلع أن تخلع لضعفك وغفلتك وخبث بطانتك ، لأنه لا ينبغي لنا أن نترك على رقابنا من يقتطع قبل الأمر دونه لضعفه وغفلته ، وقالوا له : انك ضربت رجالاً من أصحاب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وغيرهم حين يعظونك ويأمرونك بمراجعة الحق عندما يستنكرون من أعمالك ، فاقدِ من نفسك من ضربته وأنت له ظالم ، فقال : الإمام يخطئ ويصيب فلا أقيد من نفسي لأني لو أقدت كل من أصبته بخطأ أتي على نفسي ، قالوا : إنك قد أحدثت أحداثاً