ففعل ووجه معهم عدة من المهاجرين والأنصار [1] ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي سرح ، وشخصوا جميعاً حتى إذا كانوا على مسيرة من المدينة إذا هم بغلام عثمان وعثورهم على الكتاب في إداوته وفيها يقول لابن أبي سرح : إذا أتاك محمد بن أبي بكر وفلان وفلان فاحتل لقتلهم وابطال كتاب محمد وقر على عملك حتى يأتيك رأيي واحبس من يجيء إليّ متظلماً منك إن شاء اللّه . وكان الكتاب قرئ على مسمع ومرأى من المهاجرين والأنصار ، فلما قرأوا الكتاب فزعوا وغضبوا ورجعوا إلى المدينة ، وختم محمد بن أبي بكر الكتاب بخواتم نفر ممن كان معه ، ودفعه إلى رجل منهم وقدموا المدينة فجمعوا علياً وطلحة والزبير وسعداً ، ومن كان من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم فكّوا الكتاب بمحضر منهم وأخبروهم بقصة الغلام ، واقرأوهم الكتاب ، فلم يبق أحد من أهل المدينة إلاّ وحنق على عثمان ، وزاد ذلك من كان غضب لابن مسعود وعمار بن ياسر وأبي ذر حنقاً وغيظاً ، وقام أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) بمنازلهم ما منهم أحد إلاّ وهو مغتم لما في الكتاب . وحاصر الناس عثمان واجلب عليه محمد بن أبي بكر ببني تيم وغيرهم وأعانه على ذلك طلحة بن عبد اللّه وكانت عائشة تحرضه كثيراً ، ودخل علي وطلحة والزبير وسعد وعمار في نفر من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، كلهم بدري ، على عثمان ومع علي الكتاب والغلام والبعير ، فقال له علي : هذا الغلام غلامك ؟ قال : نعم . قال : والبعير بعيرك ؟ قال : نعم . قال : وأنت كتبت هذا الكتاب ؟ قال : لا . وحلف باللّه : ما كتبت هذا الكتاب ولا أمرت به ، ولا علمت شأنه . فقال له علي : أفالخاتم خاتمك ؟
[1] المهاجرين والأنصار كانوا خمسين نفراً منهم محمد بن مسلمة أخرجه ابن سعد في طبقاته عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري .