فأرسلوا إلى عثمان : ألم نفارقك على أنك زعمت أنك تائب من أحداثك وراجع عما كرهنا منك وأعطيتنا على ذلك عهد اللّه وميثاقه قال : بلى أنا على ذلك ، قال : فما هذا الكتاب الذي وجدنا مع رسولك ؟ وهو ما رواه الطبري في تاريخه ج 5 ص 116 ، وابن أبي الحديد في شرحه ج 1 ص 166 . وغيرها من المصادر ، كالكامل لابن الأثير والبلاذري في الأنساب والإمامة والسياسة والمعارف لابن قتيبة والعقد الفريد والرياض النضرة وتاريخ ابن خلدون وغيرها . وقد كتب عثمان بعد أن حاصروه وطبق طلبهم أنه يعزل عامله على مصر ويقيم عليهم محمد بن أبي بكر ، ففعل وكتب الكتاب وعادوا حتى بلغوا بايله أو بمنزل قبلها وهي على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام ، وهو آخر الحجاز ، رأوا راكباً خلفهم يريد مصر فقالوا له : من أنت ؟ فقال : رسول أمير المؤمنين إلى عبد اللّه بن سعد ( واليه في مصر ) وأنا غلام أمير المؤمنين ، وكان اسوداً فقال بعضهم لبعض : لو أنزلناه وفتشناه الا يكون صاحبه قد كتب فينا بشيء ، ففعلوا ، فلم يجدوا معه شيئاً ، فقال بعضهم لبعض خلوا سبيله ، فقال كنانة بن بشر : أما واللّه دون أن انظر في إداوته فلا . فقالوا : سبحان اللّه أيكون كتاب في ماء ؟ فقال : إن للناس حيلاً ، ثم حل الإداوة فإذا فيها قارورة مختومة ، أو قال : مصمومة في جوف القارورة كتاب في أنبوب من رصاص فأخرجه فقرئ فإذا فيه : أما بعد : فإذا قدم عليك عمر بن بديل فاضرب عنقه ، واقطع يدي ابن عديس وكنانة ، وعروة ثم دعهم يتخطون في دمائهم حتى يموتوا ثم أوثقهم على جذوع النخل . وجاء بألفاظ أخرى وكلها تشير إلى القتل . راجع بذلك طبقات ابن سعد والبلاذري وابن مخنف والطبري وغيرهم . وجاء عن سعيد بن المسيب : أن المصريين عند حصاره طلبوا أن يعزل ابن أبي سرح ويحاكمه من أعماله المنكرة والقتل ، وطلبوا نصب محمد بن أبي بكر مكانه ،