responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 269


يريدون ريثما يصله المدد . وشرح لهم نكثه لعهدهم وانهم يطلبون الوفاء بالعهد فلم يجدو أبداً إلاّ من اعطائهم كلما سألوا حتى يتغلبوا .
فدعا علياً وشرح له الحال وأعطاه ما يجلب له ولهم الثقة والطمأنينة بأقصى ما يستطيع ، واقسم له بأنه سيفي ، فقال له علي ( عليه السلام ) : الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلك ، وانّي لأرى قوماً لا يرضون إلاّ بالرضا ، وقد كنت أعطيتهم في قدمتهم الأولى عهداً من اللّه لترجعن عن جميع ما نقموا فرددتهم عنك ، ثم لم تفِ بشيء من ذلك ، فلا تغرني هذه المرة من شيء ، فاني معطيهم عليك الحق ، قال : نعم فاعطهم فواللّه لافين لهم ، فخرج علي إلى الناس فقال : أيها الناس إنكم إنما طلبتم الحق فقد أعطيتموه ، ان عثمان قد زعم أنه منصفكم من نفسه ومن غيره ، وراجع عن جميع ما تكرهون ، فاقبلوا منه . . . قال الناس : قد قبلنا فاستوثق منه لنا فانا واللّه لا نرضى بقول دون فعل فقال لهم علي : ذلك لكم ، ثم دخل عليه فأخبره الخبر ، فقال عثمان : اضرب بيني وبينهم أجلاً يكون لي فيه مهلة ، فاني لا أقدر على رد ما كرهوا في يوم واحد . قال له علي : ما حضر بالمدينة فلا أجل فيه ، وما غاب فأجله وصول أمرك ، قال : نعم ، ولكن أجلني فيما بالمدينة ثلاثة أيام ، قال علي : نعم .
فخرج إلى الناس فأخبرهم بذلك وكتب بينهم وبين عثمان كتاباً أجّله فيه ثلاثاً على أن يرد كل مظلمة ، ويعزل كل عامل كرهوه ، ثم أخذ عليه في الكتاب أعظم ما أخذ اللّه على أحد من خلقه من عهد وميثاق واشهد عليه ناساً من وجوه المهاجرين والأنصار ، فكف المسلمون عنه ، ورجعوا إلى أن يفي لهم بما أعطاهم من نفسه ، فجعل يتأهب للقتال ويستعد بالسلاح ، وقد كان اتخذ جنداً عظيماً من رقيق الخمس ، فلما مضت الأيام الثلاثة وهو على حاله لم يغير شيئاً مما كرهوه ، ولم يعزل عاملاً ، ثار به الناس وخرج عمرو بن حزم الأنصاري حتى أتى المصريين ، وهم بذي خشب فأخبرهم الخبر وسار معهم حتى قدموا المدينة

269

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست