وعندما غادر علي دخلت عليه زوجته نائلة بنت القرافصة وقالت : أتكلم أو اسكت ؟ فقال تكلمي . فقالت : قد سمعت قول علي لك وانه ليس يعاودك وقد أطعت مروان يقودك حيث شاء . قال : ما أصنع ؟ قالت : تتقي اللّه وحده لا شريك له وتتبع سنّة صاحبيك من قبلك . وهذه شهادة زوجته عليه أنه لم يتقِ اللّه ، ولم يتبع حدوده ، وأنه خالف سيرة الخليفتين قبله . ثم أردفت : فإنك متى أطعت مروان قتلك ، ومروان ليس له عند الناس قدر ولا هيبة ولا محبة ، وإنما تركك الناس لمكان مروان فأرسل إلى علي فاستصلحه فإنه له قرابة منك ، وهو لا يعصى قال : فأرسل عثمان إلى علي فأبى أن يأتيه ، وقال : قد أعلمته أني لست بعائد . وعن الطبري عن عبد الرحمن بن الأسود أن عثمان بعد ليلتين من رد علي رسول عثمان وقوله : ما أنا بداخل عليك ولا عائد ، ذهب عثمان نفسه إلى علي ، وقال له : إلى غير عائد واني فاعل . فأجابه علي : بعد ما تكلمت به على منبر رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وأعطيت من نفسك ثم دخلت بيتك ، وخرج مروان إلى الناس فشتمهم على بابك ويؤذيهم ! فرجع عثمان من علي وهو يقول : قطعت رحمي وخذلتني وجرأت الناس عليَّ ، فإجابة عليٌ : واللّه إني لذاب الناس عنك ولكني كلما جئتك بهنة أظنّها لك رضىً ، جاء بأخرى فسمعت قول مروان عليّ واستدخلت مروان ، قال : ثم انصرف إلى بيته فلم أزل أرى علياً منكباً عنه لا يفعل ما كان يفعل . واشتد الجميع وبينهم أهل المدينة ، كما أخرجه الطبري والبلاذري والواقدي ، على عثمان وكتبوا لعثمان بدعوته إلى التوبة وأقسموا باللّه لا يمسكون عنه أبداً حتى يقتلوه ، أو يعطيهم ما يلزمهم من حق اللّه ، حتى اضطر خوف القتل لمشاورة أهل بيته ونصحائه واجمعوا أن يرسل إلى علي ويطلب منه ردّهم بعد اعطائهم ما