responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 266


بنو أمية ، وحينما ذهب إلى الدار وجد في منزله مرواناً وسعيد بن العاص ، ونفراً من بني أمية ولم يكونوا شهدوا الخطبة ، فلما جلس قال مروان : يا أمير المؤمنين أتكلم أم أصمت ؟ فقالت نائلة ابنة القرافصة الكلبية زوجة عثمان : لا بل اصمت فإنهم واللّه قاتلوه . . . انه قد قال مقالة لا ينبغي له أن ينزع عنها . فأقبل عليها مروان فقال : ما أنت ذلك ؟ فواللّه لقد مات أبوك وما يحسن يتوضأ . فقالت له : مهلاً يا مروان عن ذكر الآباء تخبر عن أبي وهو غائب فكذب عليه ، وان أباك لا يستطيع أن يدفع عنه ، أما واللّه لولا أنه عمه . . . أخبرتك عنه ما لي اكذب عليه ، قال : فأعرض عنها مروان ثم قال : يا أمير المؤمنين أتكلم أم اصمت ؟ قال : بل تكلم . فقال مروان : بأبي أنت وأمي واللّه لوددت أن مقالتك هذه كانت وأنت ممنّع منيع فكنت أول من رضى بها وأعان عليها ، لكنك قلت ما قلت حين بلغ الحزام الطُبيين ، وخلف السيل الزبى ، وحين أعطى الخطة الذليلة الذليل ، واللّه لإقامة على خطيئة تستغفر اللّه منها أجمل من توبة تخوَّف عليها ، وأنك إن شئت تقريت بالتوبة ولم تقرّر بالخطيئة ، وقد اجتمع إليك على الباب مثل الجبال من الناس ، فقال عثمان : فأخرج إليهم فكلّمهم فاني استحي أن أكلمهم .
ماذا كان يقصد عثمان : اني استحي أن أكلمهم ؟ إلاّ كان قد تأثر بأقوال مروان وتغير رأيه وأراد نقض العهد ، والشدة بعد اللينة ، وإلاّ فلا داعي له من الاستحياء إلاّ إذا أراد أن يبدل رأيه ، وهذا ما أراده من مروان ، وسنرى كلمة مروان واثرها السيء ، مما يدل على أن الخليفة مسلوب الإرادة ، وان مثله لا يحق على أي وجه أن يتزعم للخلافة وان المسلمين من حقهم عزله .
نعم ، خرج مروان إلى الباب والناس يركب بعضهم بعضاً فقال : ما شأنكم قد اجتمعتم ؟ كأنكم قد جئتم لنهب ، شاهت الوجوه ، كل انسان آخذ بإذن صاحبه إلاّ من أُريد ، أجئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا ، أخرجوا عنا ، أما واللّه لأن

266

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست