responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 264


هؤلاء ، وانه لا يصلح لا للخلافة ولا دونها ، وان وعوده ما هي إلاّ سراب وانه يخفي دونها السم لهذا الدين الحنيف . ولقد حسبوا أنهم أدركوا الوقت المناسب ، ولكن هيهات فقد بلغ الشيطان بغيته ، وأحبط الفساد أعمال المصلحين منذ أن وثق الخليفة الثاني ملك بني أمية بإمارة الشام لمعاوية ، وعثمان في الشورى وقال فيها إن معاوية كسرى العرب ، وهدد به علياً وطلحة والزبير كما أسندهم بالمغيرة وعمرو بن العاص المنافقين الفجرة أعداء الاسلام الزمرة الباغية الذين قامت على أكتافهم المفاسد ، وعمت النكبات وقادوا حملات الضلال ضد الخلافة الصالحة للإمام علي ( عليه السلام ) ووقفوا حاجز لتعميم العدالة والسلام وبث روح الاسلام وإعادة الحقوق المسلوبة ، وكانوا مردة ظلمة ، جنود إبليس في الشرق والغرب يقودون جيوش السفهاء والسفلة والجهلة ليهدم مباني الاسلام والمساواة والدين الحنيف ، وإعادة العصبيات الجاهلية ، والتفرقة العنصرية على أشد ما يتصوره الفكر البشري ، وبأعظم ما يخالج النفوس والأهواء لارضاء شهواته الرذيلة ، وضرب كل فضيلة ومحاربة كل مصلح مؤمن وسفرت أفعالهم بعد تقلد معاوية وبني الحكم زمام الأمور . وسنقدم نبذة من أعمالهم الدنيئة بؤرة الفساد في عهدهم في الكتاب السادس .
والآن نعود بعد أن كتب عثمان عهده بضمانه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وشهادة الصحابة أشار علي على عثمان تدعيماً للعهد وتطميناً للقلوب المتشككة والنفوس المرتابة أن يخرج عثمان ويلقي على مسامع المسلمين كلاماً يسمعه الناس ويحملونه عنه ويشهد اللّه ما في قلبه ، فان البلاد قد تمخضت عليه ولا مأمن أن يأتي ركب آخر من الكوفة أو من البصرة أو من مصر فيقول : يا علي اركب إليهم وإن لم يفعل علي قال قطع رحمي واستخف بحقي ، فخرج عثمان فخطب الناس ، فأقر بما فعل واستغفر اللّه منه . وقال سمعت رسول اللّه يقول : من زل فليُنب . فأنا

264

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست