responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 263


يعطي المحروم ، ويؤمن الخائف ويرد المنفي ولا تجمر البعوث ( أي لا تحبس في أرض العدو ولم تقفل ) ويوفر الفيء وعلي بن أبي طالب ضمين المؤمنين والمسلمين على عثمان بالوفاء في هذا الكتاب . شهد بذلك ، الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد اللّه ، وسعد بن مالك بن أبي وقاص وعبد اللّه بن عمر وزيد بن ثابت وسهل بن حنيف وأبو أيوب خالد بن زيد . كتب في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وأخذ كل قوم كتاباً وانصرفوا .
وأنت إذا طالعت العهد وتبحرت فيه لا بد وان يعاودك من المفهوم المخالف ان عثمان كان سار على خلاف كتاب اللّه وسنّة نبيه في أحكامه وسننه واعترف بذلك . وان المسلمين قد أعياهم شأنه وضاقت بهم أمور دينهم ودنياهم حتى هبوا من قلب الأمة الاسلامية المدينة وقبلتها مكة وأكنافها ، هبة واحدة يطالبونه باقصاء آل أمية الكفرة الفجرة الذين حسبوا أن ذلك ملكهم ، وان لهم وحدهم الأمر والنهي والحل والفصل والثراء دون غيرهم ، وان عباد اللّه ارقائهم ، وأموال اللّه متعة لهم ، ودينه خلقهم السافلة وأهوائهم الدنيئة وخليفته مظهر إرادتهم يوجهونه حيث شاءوا ويتلاعبون بمقدرات المسلمين دون رادع ووازع .
وسترى على لسان مروان بعد عهد الخليفة ، وبعد استغفاره على منبر رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) واعتذاره ، كيف يظهر للمسلمين مروان مرة أخرى مكشراً عن أنيابه الكريهة مزمجراً ومهدداً الصحابة والمسلمين ومتوعداً إليهم بأنهم إنما يمانعون عثمان وآل أمية ملكهم وان الخليفة قد نكث وانه عاد بعد العهد جباراً وسيلقون ما يكرهون في مطالبهم وتعنتهم .
ومنه ظهر لكافة المسلمين أن عثمان هو ذلك الأموي بطباعه وخصاله الجاهلية المحضة وانه ألعوبة بيد هذه الزمرة المجرمة الفاجرة المنافقة الفاسقة ، أعداء اللّه وأعداء رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وما هو إلاّ آلة خلت من الإرادة والتفكير إلاّ ما يفرغه فيه

263

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست