أمية ليودع لهم كنوز الأرض ورقاب المسلمين ، يقيمهم ولاة أولياء على الخاص والعام ، ويستشيرهم كلما طفى الماء وحمي الوطيس على الأمة ، وهم يهرعون إلى الخليفة من يد هذه الشرذمة الطغاة وإذا به يجمع هذه الشرذمة المعتدية ليستشيرهم في أمر المتظلمين ، ولا يأبه كل منهم أن يؤازره على الظلم وتمزيق الحق وطرد العدالة ، وإذا بذوي الشورى الذين نصبوه ، وفي مقدمتهم عبد الرحمن بن عوف صهره وسعد بن أبي وقاص صهر عبد الرحمن بين مفت بمحاربته وعزله حتى قتله ، وآخر يترأى بالاعتزال وهو من أشد الخاذلين له ، وإذا بطلحة والزبير من أشد الناس عليه ، وإذا بعلي أنصح الناس له ، والذابين عنه يعينه أمره ، كلما انصاع لنصحه عاد غاوياً على يد مروان وزمرته الشقية . وإذا به ألعوبة لا يردعه دين ولا ذمة ، ولا خلق ، ولا عهد أن يتوب ، ويتعهد وينكث ويستبد ، ويعطي لساناً ويمنع يداً ويذرف دموع التماسيح للمسلمين على ما بدر منه ، ويكيل لهم أشد مما سبق ، وينصاع للمتظلمين كرهاً ويكيد لهم سراً ، يصعد منبر رسول اللّه مستغفراً عن ذنوبه ومستميحاً عذرهم عمّا بدر منه حتى يجلب عفوهم ورحمتهم ، ويكتب لهم بما يريدون ويقوم سراً ليكتب على يد الزمرة البغيضة لقتلهم وابادتهم وتشتيتهم وتفريقهم ، ودعوة الجيوش واتهامهم بالكفر ، بل اتهام أجل الصحابة بالكفر . وقد برهن من قبل على تناقض اعماله بضرب واضطهاد ونفي أجل الصحابة وقتلهم قهراً ونفياً ، هذا المتسلط على المسلمين باسم الشورى قهراً ، يقول : إنه لا ينزع رداءً كساه اللّه به ، وانه حينما يقتل ويظلم وينكث ويكرر منكراته أنه إنما يجتهد ، والإمام قد يخطئ في اجتهاده فلا إثم عليه . وهم يقبلون منه لو أنه لم يعد بعد التوبة ، ولم يكن له سبق اصرار في الظلم والاستمرار فيه ، ولو أنه لم يخضع إلى مشورة الطغمة البغيضة من آل الحكم وبني أمية ، ولو أنه لم يكد للمسلمين