يمسكون عنه أبداً حتى يقتلوه ، أيعطيهم ما يلزمه من اللّه . فلما خاف القتل ، شاور نصحاءه وأهل بيته » . راجع بذلك تاريخ الطبري ج 5 ص 116 . فنرى أن عثمان الذي لم ينتخبه المسلمون ولم يستشر في انتخابه المهاجرين ولا الأنصار ، ولا ذوي الرأي من المسلمين ، بل هي وليدة فكرة الخليفة المنهوك المسجى المشرف على الموت العليل الجسم والذي أصبحت قواه العقلية تابعة للضعف والانهيار لقواه الجسمية ، والذي كان الأجدر به أن يجعل انتخاب الخليفة بعده لصحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) المحنكين ، وهو يعرفهم حق المعرفة ، ويعرف النقي من الشقي ويعرف الأسبق منهم من الأحزاب ، ويعرف المؤمن من المنافق الفاسق ويعرف وهو يثبت أقدام بني أمية في حياته ، وساعة وفاته لإقامة ملوكية لا خلافة ، ان هناك علي الذي طالما شهد ، لولاه لهلك ، وانه يقيمهم على المحجة البيضاء ، ويهديهم السبيل ، ويسير بهم إلى الحق ، فما حاد به عن جادة الصواب ؟ وهو يعرف حق المعرفة ان عثمان يدلي بها لبني أمية ويغضب لها المسلمون ويقتلوه ، وعندها الفتنة والشقاق والتفرقة ، تلك التي حذر عنها القرآن ونبي الاسلام ( صلى الله عليه وآله ) . وهذا عثمان ينفي كل كتاب وسنّة وسيرة ، ويتخذها ملوكية ، وإذا به يتصرف بأموال المسلمين ورقابهم وأعراضهم تصرف المالك الغالب على أمرهم فيهب إلى السفهاء والبغضاء والمنبوذين الملاعين على لسان القرآن ونبي الاسلام أموال المسلمين رغم أنف من أبى واعترض ، وهو رافع سوطه موجهاً تهمة إلى الأبرياء الأتقياء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، من أخلص عباد اللّه أمثال عمار وابن مسعود وأبو ذر الغفاري ، من الصحابة المقربين وأمثالهم على مرأى ومسمع من كافة المسلمين في المدينة وخارجها ، وأزاد في الطنبور نغمة حينما جاء بالحكم وأبنائه المنبوذين من اللّه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) والملعونين ، أعداء اللّه ورسوله والمؤمنين ليجعلهم مشاوريه في أمة الاسلام ، ويأتي بالطلقاء من بني