يسوقك حيث شاء ، بعد جلال السن وتقضي العمر . فقال له عثمان : كلم الناس في أن يؤجلوني حتى أخرج إليهم من مظالمهم ، فقال ( عليه السلام ) : ما كان بالمدينة فلا أجل فيه ، وما غاب فأجله وصول أمرك إليه . وقد جاء في شرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 165 ، من دعوة أصحاب الرسول من المدينة للصحابة في الثغور : الدين أفسده خليفتكم . . . فاختلفت عليه القلوب فاقبلوا عليه من كل أفق حتى قتلوه . وذكر ابن الأثير في كامله ج 5 ص 70 ، ما كتبه الصحابة في المدينة لاخوانهم في الثغور : فان دين محمد قد أفسده خليفتكم . وأخرج ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 ص 32 رسالة من المهاجرين في المدينة إلى مصر : بسم اللّه الرحمن الرحيم من المهاجرين الأولين وبقية الشورى إلى من بمصر من الصحابة والتابعين : أما بعد ، إن تعالوا إلينا وتداركوا خلافة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) قبل أن يسلبها أهلها ، فان كتاب اللّه قد بدّل ، وسنّة رسول اللّه قد غيّرت ، وأحكام الخليفتين قد بدلت ، فننشد اللّه من قرأ كتابنا من بقية أصحاب رسول اللّه والتابعين باحسان إلاّ أقبل إلينا وأخذ الحق لنا وأعطاناه ، فاقبلوا إلينا إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر ، وأقيموا الحق على المنهاج الواضح الذي قد فارقتم عليه نبيكم ، وفارقتم عليه الخلفاء ، غلبنا على حقنا ، واستولى على فيئنا ، وحيل بيننا وبين أمرنا ، وكانت الخلافة بعد نبينا خلافة نبوّة ورحمة وهي اليوم ملك . . . من غلب على شيء أكله . كما كتب أهل المدينة ( بما فيهم من مهاجرين وأنصار ) ، إلى عثمان عن طريق عبد اللّه بن الزبير عن أبيه قوله : « كتب أهل المدينة إلى عثمان يدعونه إلى التوبة ويحتجون ويقسمون له باللّه لا