سبيل اللّه عز وجل تطلبون دين محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فان دين محمد قد أفسده من خلّفكم وترك فهلموا فأقيموا دين محمد ( صلى الله عليه وآله ) . وعن محمد بن مسلمة قوله : لما كانت سنة ( 34 ) كتب أصحاب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) بعضهم إلى بعض يتشاكون سيرة عثمان وتغييره ، وتبديله ، ويسأل بعضهم بعضاً ان أقدموا ، فان كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد ، وكثر الناس على عثمان ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد ، وأصحاب رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) يرون ويسمعون وليس فيهم أحد ينهى ولا يذب عدا زيد بن ثابت ، وأبو أسيد الساعدي ، وكعب بن مالك ، وحسان بن ثابت ، فاجتمع المهاجرون وغيرهم إلى علي فسألوه أن يكلم عثمان ويعظه ، فأتى ، فقال له : إن الناس ورائي وقد استفسروني بينك وبينهم وواللّه ما أدري ما أقول لك ، ما أعرف شيئاً تجهله ، ولا أدلك على أمر لا تعرفه ، انك لتعلم ما يعلم ما سبقنا ، لا شيء فتجهرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول اللّه كما صحبنا وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بعمل الحق منك وأنت أقرب إلى رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وشيجة رحم منهما وقد نلت من صهره ما لم ينالا فاللّه اللّه في نفسك فإنك واللّه ما تبصّر عن عمي ولا تعلم من جهل ، وان الطرق لواضحة ، وان اعلام الدين لقائمة ، فاعلم أن أفضل عباد اللّه عند اللّه إمام عادل ، هُدي وهَدى ، فأقام سنّة معلومة ، وأمات بدعة مجهولة ، وان السنن لنيّرة لها اعلام ، وان البدع لظاهرة لها اعلام ، وان شر الناس عند اللّه إمام جائر ضَلَّ وضُلّ به ، فأمات سنّة مأخوذة وأحيى بدعة متروكة ، واني سمعت رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) يقول : يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى ، ثم يرتبط في قعرها ، واني أنشدك اللّه أن تكون امام هذه الأمة المقتول فإنه كان يقال : يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة ، ويلبس أمورها عليها ، ويثبت الفتن فيها ، فلا يبصرون الحق من الباطل ، يموجون فيها موجاً ويمرجون فيها مرجاً ، فلا تكوننّ لمروان سيَّقة