ونكث تحت أهواء وشهوات مروان ومعاوية الفسقة الفجرة ، والوليد الفاجر السكير وسعد الصعلوك المتمرد ، وعبد اللّه بن أبي سرح بغيض رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وأبو سفيان المنافق البغيض .
هؤلاء أرحامه الذين يغصب أموال الأمة ليقدمها لهم ليخزنوها ذهباً وفضة . وتقديم فدك فيء رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) وتركته للصديقة الطاهرة بضعته ( عليها السلام ) ، التي سلبوها منها ، يقدمها إلى مروان بن الحكم . وتقديم خمس الأموال والغنائم إلى ابن أبي سرح . ولا يأبه أن ينكث عهده ويعود إلى خيانته للفتك بالأبرار المتظلمين ، حتى إذا نكس عليه عمله استغفر اللّه وتجرد من التهمة ، بيد لسرعان ما يطلب منه أن يقدم من قام بالجريمة ( مروان ) لمحاكمته فيأبى .
وهكذا نرى أن أقطاب المسلمين بعد أن أعياهم الدواء والاصلاح يترقبون للاجتماع في مكة أيام الحج ويتفاوضون في الأمور ويقومون بعدها للم شعثهم والقدوم بقيادات منظمة من مكة للمدينة لمقابلة عثمان واصلاح الحال ومحاججته للرجوع إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وإنصاف المسلمين وإقامة العدل وتقريب الصالحين والسماع لارشادهم ووعظهم ، وابعاد بني أمية الطلقاء والمنبوذين من آل معيط والحكم وأولاده وابن أبي سرح والوليد وسعيد وأبو سفيان ومعاوية ، الفاسق المنافق ابن المنافق الكافر ، أعداء اللّه وأعداء رسوله .
فيمد يد المعونة إلى أقطاب الصحابة وأعضاء الشورى ويأخذون العهد عليه ويتوسطون بينه وبين المتظلمين ويتوب ويعطيهم العهد والميثاق ، فيرجعون بعد التوثق من توسط أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، والعودة ، وسرعان ما ينكث ويرسل الرسل والرسائل على أثرهم لتميزهم بين مقتول ومسجون ومجلود ومهان ، والقضاء المبرم عليهم ، حتى إذا انكشفت المؤامرة والمكر السيء من عثمان والعثور على رسالته المرسولة بيد مملوكه وعلى ناقته ، عادوا هذه المرة بصورة

247