التهم ، ولا يأبه أن يشتم أكبر الصحابة وان يهينهم ، ويوجعهم ضرباً حتى الموت ، وينفيهم ، كما عمل مع أبي ذر وعمار بن ياسر وعبد اللّه بن مسعود وعبد الرحمن بن عوف وأعظم الكل ابعاده علياً مراراً إلى الينبع وتهديده بالتقل كما مرّ . كل ذلك بمرأى ومسمع من الصحابة الآخرين ، وكم في هذا من الألم المحض أن يقوم بالظلم مرجع التظلم باسم العدالة والدين ويجلبب نفسه بجلباب الدين والعفة والتقوى ، ويقول : إنما أصل رحمي وأقرب بعيداً منبوذاً - يقصد الحكم وأولاده طريد رسول اللّه ولعينه - وأشبع جائعاً وأسدي المعروف إلى القريب ، كلمة حق يريد بها باطل . وهناك من يجيبه : كان ذلك قد غاب عن سيد الرسل وعن الخليفتين أبي بكر وعمر ؟ هذا ما يجري في المدينة على مرأى ومسع من أقرب الصحابة ، وأما ما يجري في أقطار البلاد الاسلامية على يد عماله الفجرة الفسقة ، أمثال الوليد وسعد ومعاوية وعبد اللّه بن سعد بن أبي سرح ، من النفي والهتك والحبس والزجر والضرب والقتل وأخص بالصحابة المقربين والتابعين البررة الأخيار والآمرين بالمعروف . وكلهم يرى أن مثل خالد الفاسق ومعاوية الفاجر وابن أبي السرح ومروان وأبو سفيان كيف يسيرون بالأمة إلى الحضيض ، ويفسدون على الخليفة النائم الغافل أراءه ويتلاعبون بمقدرات الأمة بأموالها ونفوسها وأعراضها وبالدين والعودة إلى الجاهلية . والجميع يخالفون باسم الدين نصوص القرآن وسنّة نبيه دون خوف ولا حذر ، ويصرحون لمن يعترض إنما يريدون أن يفسدوا علينا ملكنا ، ويصرح الخليفة أنه تقمص ذلك الكساء كساء الخلافة من اللّه وانه له حق السلطة المطلقة على الأموال والنفوس ، ولا يرضخ لمنطق أو يصغي لدليل وحجّة ولا يعتبر قول أحد إلاّ تحدياً ، حتى إذا وقع في مشاكل وأجمعت الأمة عليه ليعتزل استغفر اللّه وأقر بذنبه وتاب أن لا يعود ، وعاهد اللّه أن يعمل بالعدل والكتاب والسنّة ، وعاد