على عزله وقتاله كما مر ، وكما مرت آراء الإمام علي ( عليه السلام ) وطلحة والزبير ، وحتى نساء النبي وأمهات المؤمنين وفي مقدمتهم عائشة . قلنا إن خيرة الصحابة هم البدريون وأهل بيعة الشجرة وبنو هاشم من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، ومن دخل بعد ذلك ، ونرى أن الجميع سواءً من كان في المدينة ومن انتقل للجهاد إلى الأقطار ، أجمع الكل على أن عثمان غيّر وبدّل ، وانه قسى وظلم ، وانه يجب عزله واستتابته وقصاصه في أعماله . وهكذا قدم أهل المدينة من المهاجرين والأنصار إلى جميع المسلمين في البلاد الاسلامية ، وأخص منهم الصحابة بأنهم إنما ذهبوا للجهاد ومحاربة أعداء اللّه وإقامة دينه ونشر الشريعة المقدسة وها ان الدين والشريعة دبّ إلى أصلها الفساد بيد الخليفة المؤتمن ، فعليهم الاسراع لاصلاح هذه المفاسد والضرب على يده من السير في محو الآثار الاسلامية ، وتعديل ما اعوج ، وتوقيفه عند حده أو ارغامه للاعتزال واسناد الخلافة إلى من هو أجمع لشروطها ، ومن سيقيم فيهم العدل من كتاب اللّه وسنّة رسوله . وإذا كان أهل المدينة يجاورون عثمان ويرونه من قريب ويرون أعماله في صرف أموال المسلمين على غير مستحقيها من آله وأعوانه وانه يقول بصراحة : إن هذه الأموال تحت تصرفي أعطيها من شئت وارغم أنف من خالف ، وهؤلاء أعضاء الشورى وأمهات المؤمنين وفي مقدمتهن أم المؤمنين عائشة ، وهؤلاء صحابة رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) البدريون وغير البدريين ، الذين لا يقلون عن عثمان شأناً ، بل ربما زادوا عليه علماً وشجاعة وتقوى وسابقة ، مثل أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، كلهم ناقمين على عثمان ويقدمون له الوعظ والارشاد ، وينهونه عن تقديمه الطلقاء والمنبوذين من رسول اللّه والخلفاء من قبله . وإذا به لا يأبه ولا يتعظ ، وإذا به يقاتل من يعظه ، فيتهمه بإقامة الفتن ويكيل له