responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 237


وهكذا قلبت أم المؤمنين ظهر المجن ولا يهمها إن تنعت وتذم وتكفّر وتبرى ، كيفما أوحت لها أهوائها وطيشها ، غير آبهة بذمة ولا وجدان ، وقد بلغ بها الحقد والحسد لآل البيت وإمامها علي بن أبي طالب وهي تعرف فضله وكراماته وما نزل فيه في الكتاب وما أوصى به ( صلى الله عليه وآله ) ، غير آبهة ، وهي جمعت كل قواها وغرائزها بما فيها قواها العقلية لخدمة شهواتها ، فبالأمس عاضدت المسلمين على ضرب عثمان وآل أمية فإذا بها تبرهن الآن لم يكن ذلك للّه ولا للدين بل بغية لبلوغ أغراضها الخاصة ، ومطامعها ، وإعادة الخلافة لتيم لابن عمها ، وحينما وجدت أنها حرمت منها وانها انتقلت لحبيب اللّه وحبيب رسوله من حقدت منذ صغره عليه وكرهته وهي تعلم أن مبغض علي منافق وفاسق وكافر كما مر ، فلم ترعو بحكم المنطق والعقل والدين وهبت تحت تأثير الحقد المكنون والحسد المشحون في قلبها تريد اطفاء نور اللّه ، ويأبى اللّه إلاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
أما أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي فجاء في كتاب نفس المعنى إلاّ أنه فيه بعض التغيير في اللفظ قوله : إن عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة أقبلت مسرعة وهي تقول : ايهً ذا الأصيبع للّه أبوك ، أما انهم وجدوا طلحة لها كفواً فلما انتبهت إلى شراق استقبلها عبيد بن أبي سلمة فقالت له : ما عندك ؟ قال : قتل عثمان قالت : ثم ماذا ؟ قال : ثم حارت بهم الأمور إلى خير محار ، بايعوا علياً . فقالت : لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن تم هذا ، ويحك انظر ماذا تقول ، قال : هو ما قلت لك يا أم المؤمنين . فولولت ، فقال لها : ما شأنك يا أم المؤمنين ، واللّه لا أعرف بين لابثيها أحد أولى بها منه ، ولا أحق . ولا أرى له نظيراً في جميع حالاته . فلماذا تكرهين ولايته ، فما ردت عليه جواباً .
وورد عن طرق أخرى أنها لما بلغها قتل عثمان قالت : أبعده اللّه . ذلك ما قدمت يداه ، وما اللّه بظلام للعبيد .

237

نام کتاب : من حياة الخليفة عثمان بن عفان نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست