وروى نفس المعنى قيس بن أبي حازم ، وغيره : أنه لما سمعت بقتل عثمان قالت أبعده اللّه قتله ذنبه وأثاره اللّه بعمله ، يا معشر قريش ! لا يسومنكم قتل عثمان لما سام احمر ثمود قومه ، ان أحق الناس بهذا الأمر ذو الأصبع ، فلما وردتها الاخبار ببيعة علي قالت تعسوا لا يردون الأمر في تيم أبداً . وهكذا أخذت تحيك وتدبر فتنة أخرى يعينها على ذلك طلحة والزبير وأولادهما ومروان على الذهاب إلى البصرة مطالبين بدم عثمان ، كلمة حق يراد بها باطل . أخرج أبو مخنف أيضاً أن عائشة جاءت إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان فقالت لها : يا بنت أبي أمية أنت أول مهاجرة من أزواج رسول اللّه وأنت كبيرة أمهات المؤمنين ، وكان رسول اللّه يقسم لنا من بيتك ، وكان جبريل أكثر ما يكون في منزلك . فقالت أم سلمة : لأمر ما قلت هذه المقالة ! فقالت عائشة : إن عبد اللّه أخبرني أن القوم استتابوا عثمان فلما تاب قتلوه صائماً في شهر حرام وقد عزمت على الخروج إلى البصرة ومعي الزبير وطلحة فأخرجي معنا لعل اللّه أن يصلح هذا الأمر على أيدينا وبنا ، فقالت أم سلمة : إنك كنت بالأمس تحرضين على عثمان وتقولين فيه أخبث القول . وما كان اسمه عندك إلاّ نعثلاً ، وإنك لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عند رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) . ولسوف يرد عن عائشة تفصيل في حرب الجمل في الكتاب السادس إن شاء اللّه فترى أن أم سلمة ذكرتها بأن رسول اللّه حذر عائشة من مقاتلة علي وعن حرب الجمل ، وانها تمر بماء تنبحها كلاب حوأب كما نبحتها . وهذا سعد بن أبي وقاص يصرح في جواب أرسله لعمرو بن العاص : أن عثمان قتل بسيف سلته عائشة ، حتى يقول : إن عثمان غير وتغير . راجع بذلك الإمامة والسياسة .