اللّه يرزقه . وهناك حديث طويل لابن الأثير والفيروزآبادي : أنه كانوا يشيرون إلى عثمان بكلمة نعثل وهو اسم يطلق على يهودي . وقيل إن عائشة قالت : اقتلوا نعثلاً قتل اللّه نعثلاً ، تعني عثمان ، وكان هذا منها لما غاضبته حتى أصبحت كلمة نعثل تطلق من أعداء عثمان عليه . وهكذا أصبحت عائشة بعد اسهابها في مديح عثمان واطرائه بالروايات النبوية من أشد الناس عليه وأفتت بقتله ، بأنه بدل وغير . وقد حاول آل أمية وفي مقدمتهم مروان ، وهو مستشار عثمان وزوج ابنته وأول الخائنين له بعد معاوية ، لأن المستشار مؤتمن ، وكان يخونه في مشاورته ، حتى قتله بذلك . وكم جاء عائشة يستدرجها ويستميلها ، كما جاء في أنساب البلاذري ، وطبقات ابن سعد : أنه لما حوصر عثمان للمرة الأخيرة كان مروان يقاتل دونه أشد القتال ، وأرادت عائشة الحج وعثمان محصور فأتاها مروان وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن عتاب ، فقالوا : يا أم المؤمنين : لو أقمت فان أمير المؤمنين على ماترين محصور ومقامك ممّا يدفع اللّه به عنه . فقالت : قد حليت ظهري ، وعرّيت غرائري ، ولست أقدر على المقام ، فأعادوا عليها الكلام ، فأعادت عليهم مثل ما قالت لهم . فقام مروان وهو يقول : وحرَّق قيس عليّ البلا * د حتى إذا استعرت اجذبا فقالت عائشة : أيها المتمثل عليّ بالأشعار وددت واللّه انك وصاحبك هذا الذي يعنيك أمره في رجل كلِّ واحد منكما رحاً وانكما في البحر . وخرجت إلى مكة . وكانت عائشة مؤمنة بمقامها في الناس وأثرها في المجتمع وثقتها بعد الشورى