وان طلحة قد حرم منها وأن كيدها أصبح في نحرها وان المسلمين بايعوا صاحبها الشرعي قالت : ليت السماء انطبقت على الأرض ، ثم أردفت : لقد قتل عثمان مظلوماً ، وحرضت على الأخذ بثأره ، تريد بذلك تبرئة نفسها وذويها والقاء التبعة على عليٍّ ومن بايعه ، وإقامة فتنة جديدة . تلك الفتنة العظمى التي قامت بها في حرب الجمل ، وانتهت بقتل عشرات الألوف من الأبرياء من المسلمين الأخيار ، وانتهت بقتل أعز الناس لها من طلحة والزبير وانتصر علي ( عليه السلام ) بيد كانت في الحقيقة هذه الحرب نتيجة حتمية لانتصار بني أمية بعد أن اتعبت المسلمين في الكوفة والبصرة والمدينة وتركت معاوية يجمع الجموع ويحشدها ، ويرشي السفهاء والانتهازيين ، وكانت بعدها الويلات والخذلان ، تلك التي سادت لبني أمية كما شاءوا . وحقاً غيروا دين الاسلام وأحكامه ، وحقاً فتكوا بالصالحين ، وسلطوا أشقى الناس وفتكوا بالأبرياء ، وساروا كيفما شاءت أهوائهم ، ولو عدنا القهقرى لوجدناها بدأت منذ أم الفتن تلك هي السقيفة ، والفتنة الكبرى هي الشورى . والآن أقدم للقارئ الكريم الأسناد التي أبرزها ليطالعها ، فيرى ما ذكرته حقيقة صادقة ، ثم اذكر نبذاً منها كما جاءت وذكرها المؤرخون والكتاب أمثال : ابن عبد ربه في العقد الفريد ج 2 ص 267 و 272 ، والطبري في تاريخه ج 5 ص 140 - 176 ، وابن سعد في الطبقات ج 5 ص 25 ، وابن الأثير في الكامل ، والبلاذري في الأنساب ج 5 ص 70 - 91 ، وابن عساكر في تاريخه ج 7 ص 319 ، وما ورد في تاج العروس ج 8 ص 141 ، والإمامة والسياسة ج 1 ص 43 - 57 ، والاستيعاب ترجمة صخر بن قيس ، وأبي الفداء في تاريخه ج 1 ص 172 ، وابن أبي الحديد في شرحه ج 2 ص 77 و 506 ، والسبط في تذكرته ص 38 ، ونهاية ابن الأثير ج 4 ص 166 ، وحياة الحيوان ج 2 ص 359 ، والقاموس ج 4 ص 59 ،